لفت انتباهي ذلك المقال القيم حول "الشراكة التجارية... على أجندة وين في برلين"، لكاتبه مايكل شتاينينجر، والذي قدم قراءة حصيفة في العلاقات بين برلين وبكين على خلفية الزيارة الأخيرة التي أداها رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" لألمانيا، وما تضمنته من معالم على طريق المستقبل في العلاقة بين أكبر قوة اقتصادية أوروبية وثاني أكبر قوة اقتصادية عالمية. وهنا أضيف أن الصين التي غزت بمنتجاتها مختلف الأسواق في أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، لم تستطع إلى الآن تحقيق اختراقات مهمة في السوق الألماني، وذلك لارتفاع معايير الجودة فيه وحدة المنافسة على صعيد النوعية في الخدمات والسلع. وبالمقابل نجد مئات الشركات الألمانية تنشط في السوق الصيني كمنصة انطلاق أخرى لها نحو باقي أنحاء العالم. لذلك فبقدر ما تحرص برلين على "الشراكة" بتوازناتها الحالية مع بكين، فإن الأخيرة أيضاً مصممة على تحقيق اختراق مهم في الاقتصاد الألماني. ولا تحيد برلين عن الهدف الغربي العام من وراء دمج الصين في منظومة الاقتصاد العالمي، سعياً لحملها على الاندماج الثقافي في منظومة المعايير الغربية أولا، علاوة على أهمية الفوائض المالية الصينية الضخمة كموضع أمل لإنقاذ كبريات الاقتصادات الغربية وسط الأزمات الحالية أو المحتملة مستقبلا. عيسى عبده -باريس