استعرض الدكتور وحيد عبدالمجيد، في مقاله الأخير "المشروع التركي بين سوريا ومصر"، وبمهارة تحليلية كبيرة ودقيقة للغاية، موقع سوريا في ذلك المشروع الذي عملت حكومة "حزب العدالة والتنمية" في أنقرة على إنجازه طوال السنوات الماضية، والمتمثل في انتهاج سياسة جديدة تتسم بانفتاح واسع على عمقها الإسلامي، بمشرقه العربي خاصة، وذلك من خلال البوابة السورية وصولًا إلى لبنان والأردن، فدول مجلس التعاون الخليجي. والحال الآن أن البوابة السورية في ظل الأوضاع المضطربة هناك، لم تعد مؤهلة للدور الذي كانت تقتضيه منها تلك السياسة، ومن ثم ربما توجب البحث عن جسر بديل إلى الأسواق والمدن والشعوب والحكومات العربية. وفي هذا الخصوص يناقش الكاتب مدى أهلية مصر لتعويض الدور السوري، وما إذا كانت طبيعة علاقتها بتركيا تسمح أصلاً بـ"تحالف" كذلك الذي كان قائماً بين أنقرة ودمشق. ولعل الخلاصة التي انتهى إليها المقال هي الأقرب إلى الحقيقة في هذا الشأن، وذلك حين اعترف بصعوبة إيجاد بديل لسوريا في سياسة تركيا الإقليمية الراهنة، وإن كان التغيير في مصر قد يدفع حكومة "العدالة والتنمية" للاقتراب أكثر فأكثر من القاهرة. سالم محمود -أبوظبي