دعوة لتسوية سياسية للأزمة الليبية...والافتقار إلى القيادة معضلة أوروبية هل يمكن التفاوض على رحيل القذافي؟ وماذا عن افتقار أوروبا للقيادة؟ وكيف أثار مرض شافيز تكهنات معارضيه؟ وما هي الخطوات التي اتخذتها البرازيل لمكافحة الهجمات الإلكترونية؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. مصير القذافي في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "كيف نقيل القذافي؟"، رأت "لوس أنجلوس تايمز" أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال للقذافي واثنين من أقربائه سيجعل من الصعب التخلص من الزعيم الليبي. مبررات المحكمة تتمثل في ارتكاب القذافي جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والاغتصاب، وقضاة المحكمة يقولون إن لديهم المزيد من الأدلة الداعمة لقرارهم. كما أن القذافي وابنه وصهره أصدروا الأوامر في فبراير الماضي، بقتل واعتقال المئات من المدنيين الليبيين. لكن للصحيفة وجهة نظر تتمثل في أن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال القذافي ونجله ومدير مخابراته سيعقد الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي من خلاله يتنحى القذافي. وضمن هذا الإطار، ترى "مجموعة الأزمات الدولية" أن الإصرار على مغادرة القذافي البلاد ومحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية، يعني التأكيد على أنه سيبقى في ليبيا وسيواصل القتال حتى النهاية. وحسب الصحيفة، يبقى الحل السياسي خياراً أمام "الناتو" والولايات المتحدة، لكنه كريه مثله في ذلك كخيار ترك القذافي يستمتع بالتقاعد.وفي ظل غياب تسوية سياسية، لن يكون من غير المحتمل، أن تنتهي حياة القذافي جراء إحدى غارات "الناتو"، علماً بأن هذا السيناريو سيكون سيئاً للغاية، لأن مهمة "الناتو" حماية المدنيين، وأن القذافي ليس بن لادن، ومقتل الأول سيثير بلا شك انتقادات واسعة، لذا من الأفضل السعي إلى تسوية من خلال التفاوض. من الواضح أن التعامل مع الطغاة ممن ثبتت إدانتهم بانتهاكات لحقوق الإنسان، بات معضلة متعارف عليها، فهناك من يُغلب العدالة على الاعتبارات البراجماتية الأخرى، وهناك من يرى أن المنفى قد يكون خياراً مفضلاً للطغاة، يواصلون من خلاله العنف والقمع. ربما لا يوجد حل واحد لهذه المعضلة، لكن في الحالة الليبية، فإن التسوية السياسية التي تضمن رحيل القذافي، بغض النظر عن مدى قانونيتها، ستكون مبررة. قيادة غائبة خصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، لرصد المشهد الاقتصادي في أوروبا، فتحت عنوان "غياب القيادة في أوروبا"، رأت الصحيفة أن بقاء العملة الأوروبية الموحدة، وحرية الانتقال عبر الحدود الأوروبية، والأمن الجماعي الأطلسي، كلها أمور بات استمرارها موضع شك، في حين يرفض القادة الأوربيون الإقرار بذلك الخطر. والسؤال الآن كيف يتسنى لأي قائد أوروبي الصمت عندما يشاهد أسس وأعمدة القارة الأوروبية تتعرض للخطر؟ المشكلة تكمن في أنه لا يوجد قائد أوروبي مثل ساركوزي أو ميركل أو بيرلسكوني يتبنى رؤية شاملة للقارة، لكن هؤلاء القادة لا ينظرون بعيداً عن مصالحهم السياسية المحلية الضيقة. هذا المشهد الأوروبي مشكلة بالنسبة للأميركيين، ذلك لأن انهيار "اليورو"سيلحق الضرر بالاقتصاد العالمي، كما أن انهيار الروابط الأطلسية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، يعني أن الولايات المتحدة ستتحمل عبئاً أكبر في مواجهة التحديات الأمنية. على صعيد آخر، فإن أزمة الديون الأوروبية مر عليها ما يزيد على عام، ولا يزال القادة الأوروبيون غير قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة. وفي ظل الأزمة المالية التي طالت اليونان والبرتغال وإيرلندا، ينبغي بذل جهود تتعلق بإعادة تمويل البنوك المتضررة، وتخفيف سياسات التقشف، كي يتسنى للدول الثلاث تلمس طريقها نحو التعافي من الأزمة. ولا توجد دولة أوروبية قادرة بمفردها على تمويل الحلول المقترحة للأزمة، لكن أوروبا كلها تستطيع ذلك. الصحيفة رحبت بموقف فرنسا التي أعلنت أن بنوكها تستعد الآن لتمديد طوعي لموعد سداد بعض الديون المستحقة على اليونان. وهذه خطوة جيدة، خاصة إذا سارت على منوالها البنوك الألمانية، وبعدها يمكن تخفيض الضغوط الرامية لفرض سياسة تقشفية في اليونان. وترويج الحلول المتعلقة بالأزمة اليونانية للناخبين الأوروبيين يتطلب، إفصاحاً عن الحقائق، والبديل سيصبح ترك منطقة "اليورو" تنهار، وساعتها ستضرر التجارة عبر القارة العجوز. وبخصوص فتح الحدود الأوروبية أمام تحركات السكان، فإنها كانت عموداً فقرياً اقتصادياً للقارة خلال العقدين الماضيين، لكن هناك أحزاب أوروبية تدق أجراس الخطر محذرة من تدفقات المهاجرين. والآن بعد الأزمة المالية، وبعد تدفق آلاف اللاجئين التوانسة والليبيين على البلدان الأوروبية، وصلت موجة الخوف من المهاجرين إلى مستويات جديدة. وطالبت فرنسا وإيطاليا والدنمارك، بإعادة النظر في اتفاقية "تشينجن"، علماً بأن مشكلة اللاجئين أكبر من أن يتم حلها بواسطة دولة أوروبية واحدة، إذ تتطلب قيادة أوروبية حقيقية. مرض شافيز "أين فنزويلا هوجو شافيز؟"، تساؤل عنونت به "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، قائلة إن الرئيس الفنزويلي يحب الكلام، فمنذ أن أصبح رئيساً - أي في عام 1999- ظهر في التلفزيون الحكومي 2135 مرة، بمتوسط 34 دقيقة في اليوم، لذا كان بقاء شافيز لفترة طويلة في مستشفى بكوبا مثار تساؤل، حيث ألقى رسالة صوتية واحدة منذ 10يونيو الماضي. من ناحية أخرى، فشلت الحكومة الفنزويلية في وصف حالة شافيز الصحية. الرئيس الفنزويلي خضع في مايو الماضي لجراحة في الركبة...أما الآن فقد مرت أسابيع دون أن يتحدث شافيز للعامة، ومن ثم تواترت التكهنات الخاصة بحالته الصحية في وسائل الإعلام المستقلة. من بينها أنه مصاب بسرطان البروستاتا. مبعث القلق- حسب الصحيفة- يكمن في شقيق شافيز الأكبر "عدنان"، فهذا الأخير عندما زار الرئيس الفنزويلي، قال إن الأخير سيعود إلى البلاد في غضون 10 إلى 12يوم. التساؤل الآن: هل يصبح عدنان هو المرشخ لخلافة شافيز وبالطريقة ذاتها التي تمت في كوبا، حيث راؤول خلف كاسترو في السلطة؟ ثمة فرصة لعودة شافيز من كوبا قبل يوم 5 يوليو الجاري حيث الذكرى رقم 200 لاستقلال فنزويلا، لكن يبدو أن التوتر سيتنامى في البلد الذي يزود الولايات المتحدة بـ10 في المئة من وارداتها النفطية. وضمن هذا الإطار، سقط 25 قتيلاً في محاولة من السلطات الفنزويلية لإعادة السيطرة على أحد السجون، وجرائم القتل في البلاد تزداد بوتيرة تجاوزت المكسيك والعراق. ناهيك عن تضخم وصلت نسبته إلى 2 3 في المئة، أي الأعلى في العالم. وشافيز يحكم فنزويلا من خلال تركيز السلطات في يديه بطريقة تجعل البلاد يصعب على أي حد السيطرة عليها. من ناحية أخرى تراجعت الأسبوع الماضي قيمة السندات الفنزويلية، علماً بأن قيمتها هي الأعلى في العالم، لأن المضاربين راهنوا على أن مرض شافيز سوف يجرده من السلطة، ومن ثم يصبح مستقبل فنزويلا واعداً. "يوم الهاكرز" في تقريره المنشور في "كريستيان ساينس مونيتور" يوم أمس، وتحت عنوان "يوم للهاكرز في البرازيل لمواجهة الاختراقات الإلكترونية"، أشار "أندرو دوين" مراسل الصحيفة في "ساو باولو" إلى أن " ألوزيو ماركادانت" وزير العلوم والتقنية البرازيلي، دعا الموهوبين من أبناء شعبه والخبراء في البرمجة واختراق الأنظمة المعلوماتية إلى المساعدة في سد الثغرات الإلكترونية التي تسببت في حدوث اختراقات لبعض المؤسسات الحكومية. الوزير دعا لجعل الأول من يوليو "يوماً للهاكرز". الدعوة جاءت بعد عدة أسابيع من تعرض مواقع حكومية عدة في البرازيل للاختراق، دون أن تتم معرفة مصدر الهجمات الإلكترونية. الوزير البرازيلي دعا الخبراء الشباب في مجالات الحوسبة لمساعدة وزراته على حل بعض المشكلات التقنية المستعصية. يُشار إلى أن البرازيل من أكثر البلدان تصديراً للفيروسات والرسائل الإلكترونية المزعحة، ولديها "هاكرز" بارعون استطاع أحدهم العام الماضي اختراق البريد الإلكتروني للرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف". إعداد: طه حسيب