كثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون بعيداً عن وطنهم ويخوضون معترك الحياة بما فيها من تغيرات كثيرة وتطورات هائلة. هذه التغيرات تصقل فكرهم، وهؤلاء يتطلعون إلى مستقبل مشرق في وطنهم، تحت جنح المأساة التي عصفت به وبددت كل آماله وشردت كل شعبه سواء خارج الوطن أو تحت الاحتلال. ولكن هذه القضية بقيت إشكالية مركزية في الشرق الأوسط، مما وفر لها هذا البقاء طيلة هذه السنين بعد أن اعتقد العدو أنه قادر على طمسها ولو بالقوة، فخابت حساباته، لكنها بقيت تحمل عوامل بقائها إلى هذا اليوم، بل تزداد قوة إيمان هذا الشعب بعودته وتأسيس دولته على أرض وطنه لأن فيه شكلًا مزيفاً من أشكال الأنظمة التي لن يكتب لها الدوام لأنه اعتمد القوة والجبروت أمام الحق، ولا بد أن ينتصر الحق على دوامة العنف الذي بلغت ذروتها على أيدي هؤلاء المتغطرسين المهاجرين من أصقاع الأرض. إسرائيل مسرح للعبث المؤقت، وستنهار حتماً أمام هذا الإيمان المصحوب بالعزيمة والصبر متحصنين بالكبرياء العربي. ولا بد من التحضير لما بعد زوال الاحتلال تماماً كما يتم التحضير لما بعد زوال الأنظمة الفاسدة. هاني سعيد- أبوظبي