غزة في انتظار "أسطول الحرية"... و"الربيع العربي" يقلق إسرائيل غزة تستعد لاستقبال "أسطول الحرية" الثاني، ونتنياهو يضيع فرصة السلام، وتداعيات الربيع العربي على تل أبيب، والتعصب في هولندا ضد المسلمين...قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. أسطول الحرية الثاني تدعو صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي إلى التعامل المرن مع أسطول الحرية الثاني الذي انطلق من السواحل التركية وهو في طريقه حالياً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، مذكرة بالأزمة التي دخلتها إسرائيل في علاقتها مع تركيا عندما اعترضت أسطول الحرية الأول في عرض البحر وقتلت من قتلت من ناشطين، وتستغرب الصحيفة من الأسلوب العنيف التي تواجه به الدولة الإسرائيلية تحركات تعتبر رمزية في أحسن الأحوال الهدف منها جلب انتباه العالم وضمان تغطية إعلامية، وهو ما تساهم فيه إسرائيل عندما تستخدم القوة للتصدي للناشطين العزل، فمع أن إسرائيل خففت القيود التي كانت مفروضة على قطاع غزة عقب حادثة أسطول الحرية الأول وسمحت بدخول بعض المواد الأساسية إلى سكان غزة، فضلا عن فتح معبر رفح المصري ودخول احتياجات الشعب الفلسطيني إلى القطاع المحاصر، بالإضافة إلى ما عرضته إسرائيل من نقل محتويات السفن المشاركة في الأسطول بنفسها إلى القطاع على أن تبقى السفن بعيدة عن سواحلها، يصر الناشطون على مواصلة جهودهم، وهو ما يؤكد في نظر الصحيفة الطابع الرمزي للعملية والرغبة في تذكير العالم باستمرار الحصار على سكان غزة، لكن الصعوبات هذه المرة ستكون أكبر مقارنة بأسطول الحرية الأول بالنظر إلى مشاركة عشرات السفن وأكثر من 500 ناشط ما سيعقد عملية التدخل. ويضع إسرائيل في مواجهة دول عديدة يشارك مواطنوها في عملية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، لذا وبدلاً من تلطيخ سمعة الدولة في العالم تحث الصحيفة السلطات المعنية على التوقف عن استعراض العضلات واستخدام القوة، بل تدعوها إلى اتخاذ خطوات تفاجئ المجتمع الدولي مثل الإشراف على اصطحاب السفن إلى سواحل غزة وتفريغ محتوياتها دون مشاكل. نتنياهو والفرصة الضائعة: يتحسر الكاتب والمعلق الإسرائيلي، "أمير أورين"، في مقاله المنشور يوم أمس الثلاثاء بصحيفة "هآرتس" على الفرصة الكبيرة التي أهدرها نتنياهو خلال الفترة التي قضاها على رأس الحكومة وهو ما سيسجله التاريخ ضده باعتباره الشخصية السياسية، التي قضت سنوات في السلطة دون أن تتمكن من الانخراط الجدي في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وتأمين مستقبل إسرائيل، بل الأكثر من ذلك الفشل في إقامة علاقة قائمة على الثقة مع الرئيس الأميركي؛ مظاهر هذا الفشل تتمثل أولاً في رفض نتنياهو المتواصل تفهم المطالب الأميركية التي بدأت أولاً بوقف الاستيطان، إذ فضل نتنياهو تجميد الاستيطان لفترة بسيطة لا تتجاوز ثلاثة أشهر لينصاع بعدها لضغوط اليمين في حكومته، كما فشل في كسب ثقة الولايات المتحدة والإدارة الأميركية على وجه الخصوص لتفهم مخاوف الحكومة الإسرائيلية إزاء إيران، فقد بنا نتنياهو برنامجه السياسي عندما جاء إلى الحكم على محورين الأول يتعلق بضرب إيران، والثاني التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين، لكنه فشل في الاثنين بسبب عدم تأمينه للموافقة الأميركية فيما يتعلق بإيران وإصغائه لليبرمان أكثر من أوباما، فرغم محاولات نتنياهو الضغط في اتجاه التشدد مع إيران لم يتجاوب معه بعض القادة العسكريين داخل إسرائيل الذين رأوا في التعنت الإسرائيلي مع الولايات المتحدة وانعدام الثقة بين أوباما ورئيس الوزراء مؤشراً سلبياً قد لا يشجع الإدارة الأميركية على الوقوف إلى جانب إسرائيل. فوائد الربيع العربي: يقيم الباحث الإسرائيلي، "باري روبين"، في مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست" يوم أمس الثلاثاء تداعيات الربيع العربي والتغيرات المرتبطة به على إسرائيل وأمنها، وفي هذا السياق يشير الكاتب إلى رؤيتين مختلفتين، تركز الأولى على الجبهة الشمالية حيث سوريا ولبنان والعلاقة مع إيران هذه الأخيرة التي تشكل التهديد الحقيقي بالنسبة للعديد من الاستراتيجيين الإسرائيليين، بحيث تنبني المقاربة المهيمنة حالياً في التعامل مع الجمهورية الإسلامية على منعها من اكتساب السلاح النووي، أو على الأقل تعطيلها لكن دون الدخول في حرب معها لتكلفتها المرتفعة، وهنا يمكن الإشارة كما يقول الكاتب إلى التحضيرات الإسرائيلية استعداداً لذلك اليوم الذي تصبح فيه إيران دولة نووية مثل تقوية أنظمتها الدفاعية، لكن وفيما عدا الخطر النووي لإيران هناك تنامي نفوذها في سوريا وإيران وبلدان أخرى نتيجة ما يجري من اضطرابات تهدد بسقوط الأنظمة، فقد سيطر "حزب الله" على السياسة في لبنان ولم يعد هناك اختلاف كبير بين هوية الجيش وهوية الحزب مع ما يترتب على ذلك من تسهيل مرور الأسلحة وغيرها، كما أن الوضع في سوريا غائم واحتمالات سقوط النظام قائمة وقوية مع أن البديل قد يكون أسوأ، غير أنه من جهة أخرى يرى الكاتب بوادر التفاؤل فيما يجري في سوريا، إذ من غير المتوقع في حال سقوط النظام انشغاله بالصراع مع إسرائيل، وقد تخرج سوريا تماماً من حلبة الصراع كما حصل مع العراق بعد تغير النظام، هذا بالإضافة إلى تهاوي شعبية "حزب الله" في العالم العربي وفي سوريا تحديداً بعد انحيازه للنظام ما سيضعف موقفه في المستقبل، أما في الجبهة الجنوبية حيث مصر، فإن الكاتب يبدو أكثر تشاؤماً بعد سقوط مبارك والتقارب الواضح بين "حماس" والنظام الجديد الذي توحي الدلائل أنه لن يكون ودوداً تجاه إسرائيل. هولندا والتعصب ضد الآخر: في مقاله المنشور بصحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الأحد الماضي تطرق المعلق الإسرائيلي "مانفريد جيرستنفيلد"إلى تبرئة السياسي الهولندي زعيم حزب الحرية اليميني، "خيرت ويلدرز" من التهم الموجهة إليه بالإساءة إلى الإسلام والمسلمين، ويستعرض الكاتب في البداية المراحل التي مرت بها المحاكمة طيلة الثلاث سنوات بما شابها من أمور غريبة مثل إصرار الادعاء العام على تبرئة السياسي المتطرف ورفض المحكمة ذلك، وتغيير القضاة بعدما تبين تحيزهم ضد "خيرت" وإطلاق محاكمة جديدة لينتهي الأمر في النهاية بالتبرئة رغم الأسلوب الجارح الذي تحدث به السياسي اليميني ضد المسلمين والإسلام، لكن ما يهم الكاتب هو تداعيات النظرة المتطرفة على الجالية اليهودية في هولندا وعلى إسرائيل عموماً، إذ رغم مساندة حزب "خيرت" للائتلاف الحكومي الحالي في موقفه الداعم لإسرائيل، تبقى هناك بعض المواقف الداخلية التي تستهدف اليهود مثل منع ذبح الحيوانات التي لا تؤثر فقط على المسلمين، بل أيضاً على طقوس اليهود في ممارسة شعائرهم الدينية، بحيث يُدرس حالياً قانون يمنع الهولنديين من ذبح الحيوانات إلا بعد صعقها، وهو ما يرفضه اليهود تحديداً بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أنه لا مشكلة لدى المسلمين في ذبح الحيوانات بعد صعقها طالما سيكون اللحم حلالًا، هذا بالإضافة إلى تشجيع حزب "خيرت" على انتقاد إسرائيل من خلال فتح منابر إعلامية مهمة في هولندا أمام بعض الأصوات التي تؤلب الرأي العام المحلي والدولي ضد إسرائيل، وهو ما يرفضه الكاتب، مطالباً ليس فقط باحترام اليهود، بل معتقدات المسلمين أيضاً مادام الاحترام مبدأ لا يتجزأ بين المجموعات العرقية والدينية المختلفة. إعداد: زهير الكساب