في بلدة "يايالداجي" التركية، لم يجد هؤلاء الصبية السوريين من الغذاء سوى ما يحملونه من خبز. ففي غمرة التوتر الأمني على الحدود السورية- التركية، وبعد نزوح آلاف السوريين صوب الجارة تركيا هرباً من الموت، صارت هذه المنطقة الحدودية التابعة لمقاطعة "هاتاي" التركية ملجأ الراغبين في تفادي الخطر. لكن هؤلاء الصبية الثلاثة يمرون بتجربة صعبة، فهم باتوا لاجئين رغم حداثة سنهم، وتشردوا، وهم لا يزالون في مرابع الصبى. إنهم ضحايا لمحنة السياسة ووطأة التوتر والاضطراب وما آل إليه من قمع وما تمخض عنه من قتل وتشريد. ما بيدهم من خبز يظل هو الملاذ الوحيد لسد رمقهم، وكسر مرارة لجؤوهم. وأفق تفكيرهم لا يتسع الآن إلا للقضاء على جوع بطونهم، وضمان المأوى، فبعد ذاك لكل حادث حديث.