كشف المقال المنشور هنا تحت عنوان: "مصر والنيل... رباط المصير" للكاتب الأميركي جيفري كمب، جوانب عديدة من الأهمية الاستثنائية التي يكتسيها نهر النيل بالنسبة لأمن مصر القومي. وضمن هذا التعقيب سأتوقف عند مسألة أعتبرها مهمة وأرى أن على السياسة الخارجية المصرية إعطاءها الأولوية خلال السنوات المقبلة، وأعني سوء التفاهم الحاصل مع بعض دول المنبع الأفريقية حول اتفاقات اقتسام مياه النيل. وليس سرّاً أن سياسة مصر الأفريقية قد شهدت تراجعاً كبيراً في مرحلة ما بعد عبدالناصر، ولذلك حدث فراغ كبير في القارة السمراء سعى الإسرائيليون لملئه بهدف الإضرار بمصالح مصر الاستراتيجية. وكان دفع بعض دول المنبع للعب بورقة مياه النيل وسيلة من وسائل الضغط التي استخدمها الصهاينة خلال السنوات الماضية. واليوم في ضوء التحولات الأخيرة أعتقد أن الحكومة المقبلة المنتخبة ينبغي أن تعيد الاعتبار لدور مصر وحضورها على الساحة الأفريقية، وتعمل لسد الفراغ الذي تسلل من خلاله الصهاينة. وعندما تعود علاقات مصر الأفريقية لسابق عهدها، وتتبنى الحكومة المصرية سياسة أخرى من الانخراط في القارة السمراء، فستظل مياه النيل مؤمَّنة، ويظل الأمن القومي المصري معززاً، والعكس بالعكس أيضاً. عادل زكي - أبوظبي