أخيراً زال الكابوس واستعادت ساحل العاج بعض هدوئها المفقود، فبعد فصول دامية من المواجهات التي أرعبت سكان البلاد بين الرئيس المنتهية ولايته "غباغبو"، والرئيس الفائز بالانتخابات والمدعوم دولياً "واتارا"... بدأت البلاد تلتفت إلى ما كانت الحرب الأهلية قد أنستها إياه على مدى أزيد من عامين. وفي هذه الصورة الملتقطة من أحد المراكز الصحية بأبيدجان، المدينة الأكبر في ساحل العاج وعاصمتها السابقة، نرى أطفالاً مع أمهاتهم ينتظرون أدوارهم لتلقي التلقيح ضد شلل الأطفال، في إطار اليوم الوطني الثاني للتلقيح ضد ذلك المرض. وفيما تتطلع هذه الأم إلى الخلف نحو كاميرا التصوير، كانت أيضاً تربت على كتفي ابنها لإيقافه عن البكاء بغير مبرر. إنها تدعوه للاقتصاد في تصريف طاقته على الشكوى من خلال البكاء والصراخ، للاحتفاظ بها إلى حين إعطائه حقنة اللقاح حيث يكون البكاء مبرراً! أما أبيدجان التي كانت أكثر مدينة إفوارية اشتكت من رعب الحرب بأيامها ولياليها الطوال، فتبدو هادئة وبلا تعبيرات ظاهرة، على غير عادتها المعروفة. مدينة لا تريد إهدار طاقتها على الفرح، بعد أن أهدرتها على الأنين والتأوه، قبل أن تعود إلى ما كانت عليه حين كان العالم يعُدها جوهرة إفريقيا الغربية!