أعتقد أن الدكتور ذِكْر الرحمن كان محقاً في مقاله الأخير "جهود المصالحة مع طالبان... مخاوف هندية"، حين عدد تلك المخاوف وحاول تبريرها بالنظر إلى العلاقات العضوية بين "طالبان" وباكستان. لكن ثمة نقطتين كان لابد من إعطائهما حقهما في هذا التحليل؛ أولاهما أنه لا يكاد يوجد بين "طالبان" وباكستان الرسمية الحالية غير علاقة العداء، لاسيما في ظل حكومة "حزب الشعب الباكستاني" الذي كثيراً ما اتهم الفرع الباكستاني لـ"طالبان" بالوقوف وراء مقتل زعيمته الراحلة بوتو. والثانية هي أن الحوار مع "طالبان" كان منذ عدة أعوام خياراً مفضلاً لدى كرزاي، لكنه الآن أصبح خياراً أميركياً كذلك، إذ يبدو أن واشنطن انتهت من تجارب واستراتيجيات الأعوام الأخيرة إلى أنه لا غنى عن مصالحة وطنية في أفغانستان تمهد لخروج قواتها وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي ككل بحلول عام 2013. إن المخاوف المثارة من جانب الهند التي كثفت وجودها الاقتصادي والسياسي في أفغانستان خلال الأعوام الماضية، هي مخاوف مفهومة، لكن حقائق الواقع فيما يتصل بالعلاقة بين أفغانستان وباكستان، وكذلك خلاصات الدرس الأميركي، لا يمكن تخطيها بخفة تحليلية غير مبررة. سالم بدران -قطر