عادة ما يكون الذهاب بأفراد العائلة إلى المتنزهات والحدائق العامة فرصة للتخفيف من ضغوط المدينة وتعقيدات الحياة، ومناسبة لإعادة التذكير بأهمية الانطلاق في العالم الفسيح والتحرر من إسار الجدران الضيقة والأجواء الملوثة وغيرها من القيود الحسية والذهنية، التي تعد عادة جزءاً لا يتجزأ من يوميات المدن الكبرى المزدحمة الصاخبة، مثل العاصمة الصينية. ولكن حين حضرت هذه الجدة إلى الحديقة العامة هنا في بكين، لإتاحة فرصة الفسحة واللعب لحفيدها، كانا معاً في انتظار مفاجأة فنية. فقد صمم فنان الحديقة مكان لعب الأطفال على شكل قفص من ذلك النوع الذي تحبس فيه العصافير عادة. وقد يكون الهدف من وراء هذه المكيدة الفنية الطريفة تنمية روح الوعي البيئي لدى الأطفال الصغار، من خلال التأكيد الرمزي على وحدة مصير مختلف أشكال الحياة على هذا الكوكب، بما فيها الإنسان نفسه، في مواجهة كوارث التلوث والاحتباس الحراري والتغير المناخي. فالكل قابل لأن يجد نفسه في قفص احتجاز أو حتى إنقاذ واحد، مثلما وجد الأسلاف قديماً أنفسهم في سفينة واحدة مع كافة الكائنات، في مواجهة الطوفان. يذكر أن معدلات التلوث في العاصمة الصينية تصنف على أنها مرتفعة، كما أن إسهام الصين المفترض في غازات الدفيئة المسببة للاحتباس مثير للقلق هو أيضاً، بحسب بعض نشطاء البيئة الصينيين، والدوليين.