قرأت مقال الكاتب الأميركي جيفري كمب المنشور هنا تحت عنوان: "مصر والنيل... رباط المصير"، وأود في هذا التعقيب الموجز عليه الإشارة إلى مسألتين أعتبرهما مهمتين للغاية. أولاً: إن اقتصاد مصر وتنميتها بل وحياة شعبها كلها مرتبطة باستمرار تدفق وتوافر مياه النيل، ولذلك قيل قديماً إن "مصر هبة النيل". ومن هنا فإن أي مسعى لتقليل حصة مصر من مياه هذا النهر هو إضرار مباشر ووجودي بمصالح الشعب المصري، ولا تملك أية حكومة مصرية ترف التهاون ولا التردد في مواجهة مثل هذا النوع من الإضرار. لأن النيل بالنسبة لهذا البلد مسألة وجود وحياة ومصير. ثانيّاً: إن محاولات بعض دول المنبع الإفريقية التلاعب باتفاقية تقسيم مياه النيل لتقليل حصة مصر سببها الأول والأخير هو تآمر الصهاينة، وبعض أنصارهم في الغرب، لضرب الأمن القومي المصري، من خلال خنق القطاع الزراعي بل الاقتصاد المصري كله بتجفيف منابع النيل عنه. وفي مواجهة مثل تلك المؤامرات لا تمتلك مصر أيضاً ترف الانتظار، بل لابد من وقف خطط المتآمرين عند حدها، لأن النيل إذا كان بالنسبة لهم موضوع لعب وتلاعب، فهو بالنسبة لنا جد بل خط أحمر، لأنه قضية حياة ووجود. عادل سعيد - الدوحة