رغم إعجابي بأسلوبه الحجاجي القوي لمقال جوناثان شيل، "حرب في ليبيا... وأخرى على اللغة"، والذي يحاول فيه تفنيد الحجج التي ساقها البيت الأبيض مبرراً مشاركته في الحملة الجوية الأطلسية ضد كتائب القذافي، قائلًا إنها ليست حرباً بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث إن الجيش الأميركي لا يخوض مواجهات مباشرة هناك، وجنوده ليسوا عرضة لخطر الموت، وقواته لا تتكبد أي خسائر... وهو الأمر الذي يسخر منه الكاتب ويرى فيه حرباً أخرى على اللغة، مطالباً بتسمية بديلة لما يحدث من عمليات قصف بالقنابل والصواريخ التي تفجِّر وتدمر وتقتل! والواقع أن اعتراض الكاتب فيه بعض الحقيقة، لكن مبررات إدارة أوباما في خوض الحملة الأطلسية دون استشارة الكونجرس، باعتبار الطبيعة الاستعجالية للموقف، ونظراً لطبيعة المشاركة الأميركية ذاتها، وكونها "حرب" تدار من بعيد ومن أعالي الجو... كل ذلك لا يخلو من حقيقة كان على الكاتب أيضاً أن يعترف بها دون عناد، أو حاجة إلى بلاغة حجاجية زائدة عن اللزوم. بهاء عيسى -دبي