أعجبني مقال السيد يسين حول "الجذور التاريخية للسلطوية المصرية"، والذي أوضح فيه ثلاث مراحل لهذه الظاهرة في مصر، أولها مع انقلاب 23 يوليو 1952، وثانيها مع السادات، أما الثالثة والأخيرة فهي مرحلة مبارك التي أنهتها ثورة 25 يناير. وتحت هذه العناوين الثلاثة يُبرز الكاتب فروقاً كبيرة بين المراحل الثلاث، فرغم أن انقلاب يوليو قام بحل الأحزاب وبفرض تنظيمه السياسي الخاص، فإنه سرعان ما تحول إلى ثورة بسبب مشروعه الإصلاحي متمثلًا في تطبيق العدالة الاجتماعية، وتقنين سياسة تكافؤ الفرص، والنهوض بالطبقات الفقيرة، وفك الحصار عن الطبقة الوسطى. ورغم أن السادات حاول تفكيك المكون السلطوي الذي كان نقطة الضعف الرئيسية في مرحلة عبدالناصر، فإنه فرض رأيه الشخصي في جميع السياسات الداخلية والخارجية. وأخيراً يرى الكاتب أن السلطوية إنما تجلت بكل سماتها وانعكاساتها في عهد "مبارك" الذي شهداً احتكاراً مطلقاً للعمل السياسي من قبل الحزب الحاكم، وتطبيق سياسات رأسمالية فاسدة أفقرت الشعب، وأججت السخط الاجتماعي، ودفعت إلى ظهور حركات الاحتجاج التي أطاحته أخيراً. علي السيد -القاهرة