ليست فرجة للعب، أو مناسبة عادية للمرح واللهو، بل هو وقت للمواساة والتضامن، ولاستشعار الخط الرفيع بين الحياة والموت في ظل الحرب، لاسيما في مكان مثل مدينة مصراته الليبية التي أصبحت مرة أخرى عرضة لصواريخ كتائب القذافي. فالأنقاض التي نرى جانباً منها في الصورة، وقد جلس عليها الأطفال، تعود لأحد بيوت حي "رويسلات" في مصراته، دمرته تلك الصواريخ يوم الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتل الطفل علي إبراهيم البالغ من العمر 14 عاماً، بينما أُصيب أخوه وأمه الذين كانا معه في المنزل وقت القصف، بحروق بالغة. لا وجود للحرب النظيفة، وقليلة جداً هي الحرب التي يقتصر ضحاياها على الجنود والمسلحين، لكن في الحرب الليبية الحالية بشكل خاص تركز القوات الموالية للقذافي على استهداف المدن، وقد أخضعت بعضها بثمن دموي باهظ للغاية، مثل الزاوية، كما سعت للبقاء في مصراته، ثم حاولت استعادتها مؤخراً بتكلفة غالية من دماء السكان المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء! إنهم الشهود الصغار على بشاعة الحرب، وعلى براءة الطفولة التي لا ترى أكثر مما وراء ظاهر المشهد اللحظي، ألا وهو رهانات السلطة واستراتيجيات البقاء فيها ولو بأغلى الأثمان.