مطلوب شراكة أكبر في المظلة الأطلسية.. و"الخطأ" غير مسموح في المهمة الليبية قصف "الناتو" لمدنيين وثوار في ليبيا عن طريق الخطأ، وإزالة الأسلحة النووية من العالم، ومستقبل "القاعدة" بعد موت زعيمها، ودعوة "جيتس" الشركاء الأوروبيين لتقاسم أعباء التحديات الأمنية العالمية... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. ليبيا: أخطاء التحالف صحيفة "إيل باييس" الإسبانية أفردت افتتاحية للتعليق على "الخطأين المأساويين" اللذين ارتكبهما حلف "الناتو" في ليبيا مؤخراً: الأول ضد مجموعة من الثوار يوم الخميس الماضي في البريقة، والثاني يوم الأحد لماضي خلال غارة على طرابلس. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها طائرات التحالف قوات الثوار المعارضة لنظام القذافي خطأ، وهي حقيقة تعطي فكرة عن مدى صعوبة تمييز ما يجري على الأرض بوضوح، مضيفة أن الحرب مستمرة منذ ثلاثة أشهر، والمعادلة العسكرية التي يعد التحالف رقماً فيها ما زالت مستعصية على الحل حتى الآن. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أنه مهما تكن أعمال التحالف الأطلسي مؤيدة للأهداف العسكرية للثوار، إلا أن قوات التحالف تُعتبر مع ذلك جيشاً أجنبيّاً، محذرة من أن استمرار حالة الجمود على ساحة المعركة، والأخطاء مثل ذلك الذي وقع في البريقة، قد تُحدث تحولًا في الرأي العام الليبي، والرأي العام في بلدان أخرى بالمنطقة تدعم التدخل الدولي حتى الآن. وشددت في الختام على ضرورة أن يكون التحقيق في قصف طرابلس شاملاً، وأن تُتخذ إجراءات عقابية في حق المسؤولين عنه بناء على نتائجه، معتبرة أن عدم القيام بذلك سيشبه تأييد أعمال كانت محل تنديد ووُصفت باعتبارها غير مسؤولة ودموية عندما ارتُكبت من قبل العدو. التهديد النووي صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية أشارت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء إلى أن القوى النووية التسع في العالم -الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية- من المتوقع أن تنفق ألف مليار دولار على تحديث برامج الأسلحة النووية خلال العقد المقبل، موضحة أنه على رغم توقيع اتفاقية "ستارت" الجديدة في أبريل الماضي من قبل روسيا والولايات المتحدة، اللتين تمتلكان 95 في المئة من الـ20 ألف قنبلة نووية ونيف الموجودة في العالم، إلا أن مثل هذا الإنفاق سيزداد عاماً بعد عام. أما مناسبة هذا الحديث، فهي انعقاد المؤتمر الرابع لمنظمة "جلوبال زيرو" المناهضة للانتشار النووي، في لندن، هذا الأسبوع بهدف حشد الدعم لمخطط عملها البراجماتي متعدد الأطراف الذي يروم بلوغ هدف "صفر رأس نووية" بحلول سنة 2030. وقد جذبت هذه المنظمة عدداً كبيراً من المؤيدين حول العالم، من أمثال أوباما وسياسيين روس وهنود مرموقين. وكل هذه الزيادة في الإنفاق تتم باسم الردع وتجنب اندلاع الحرب، تقول الصحيفة، على رغم أن العالم بكل تأكيد لا يشعر بأنه أكثر أماناً في ظل هذا التكديس لأسلحة الموت. غير أنه في المقابل، ومثلما لفتت إلى ذلك منظمة "جلوبال زيرو"، فقد كان ثمة أيضاً تحول نوعي مؤخراً في طبيعة النقاش حول نزع الأسلحة النووية، جلب دعماً للمنظمة من شخصيات دولية رفيعة، من بينها مؤيدون سابقون للأسلحة النووية مثل كيسنجر، وجيمس بيكر، وكولن باول، وسام نان؛ حيث يجادل الداعون إلى نزع الأسلحة النووية بأن المزايا والفوائد الواضحة لترساناتهم الضخمة بالنسبة للقوى العالمية الرئيسية باتت اليوم لأول مرة أقل من الأخطار المتزايدة للانتشار النووي وتسرب هذا النوع من السلاح إلى دول مارقة أو إرهابيين. وفي الختام، أقرت الصحيفة بأن الطبيعة الصعبة والمعقدة لنزاعات طويلة مثل النزاع الهندي الباكستاني حول كشمير، وتصور إسرائيل أنها تواجه تهديداً وجوديّاً، يجعل السياق صعباً للدفع بقضية نزع الأسلحة النووية، كما أن كثيرين يتساءلون عما إن كان الهدف المتمثل في "صفر أسلحة نووية" هدفاً مثاليّاً طوباويّاً. غير أنها اعتبرت أن التقدم الدراماتيكي في التكنولوجيا وممارسة التحقق، هي الأساس لإقناع الدول التي تعتبر نفسها مهدَّدة بالتخلي عن أسلحتها، وإمكانية تقديم ضمانات أمنية دولية للدول الضعيفة، يمكن أن تضع أسس خطوات تدريجية نحو عالم أكثر أمناً. مستقبل "القاعدة" صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية لها على إعلان تنظيم "القاعدة" عن تولي الظواهري زعامته، خلفاً لأسامة بن لادن الذي قتلته قوات أميركية خاصة في باكستان أوائل الشهر الماضي، مشددة على أن موت بن لادن لا يعني بالضرورة انتهاء خطر التنظيم. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن شخصيات قيادية في التنظيم قُتلت، وقدراته القتالية تراجعت، وبنيته التحتية المالية دُمرت. كما أن نجاحُ حركات مطالبة بالديمقراطية في تحدي أنظمة استبدادية بالشرق الأوسط قوَّض ادعاءات "القاعدة" بأن العنف وحده يمكن أن يؤدي إلى التغيير؛ وجل الخبراء يعتقدون أن الزعيم الجديد للتنظيم الظواهري يفتقر إلى الكاريزما أو الإمكانيات لانتشال حطام "القاعدة" من الأنقاض. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الأفكار التي أفضت إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر ما زالت منتشرة في مناطق مختلفة من العالم، من المحيط الهندي إلى الصحاري المحيطة بتمبوكتو، حيث تلقف رسالة "القاعدة" جيل جديد من المتطرفين؛ كما أن نشاط فروعها مستمر في أماكن مثل النيجر وإندونيسيا واليمن وباكستان والصومال؛ ذلك أن كل واحدة من هذه المناطق هي بمثابة منصة إطلاق لمخططات دموية كبيرة عابرة للبلدان؛ كما تقول. تحذيرات "جيتس" صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أشارت ضمن افتتاحية عدها ليوم الثلاثاء الماضي إلى أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس قام خلال الأسابيع الأخيرة بجولة وداعية جاب خلالها عدداً من بلدان العالم في وقت يستعد فيه لمغادرة منصبه بعد أربع سنوات قضاها على رأس "البنتاجون". وكان "جيتس" قد أعلن العام الماضي عن تنحيه من منصبه هذا الصيف، وقد قدم خلال الأسابيع الأخيرة نصائح وتحذيرات لصناع السياسات في الولايات المتحدة وبلدان أخرى. وحسب الصحيفة، فإن الثابت في كل تصريحاته وخطاباته هو الاعتراف بـ"الواقع المالي الجديد" الذي بات قائماً في بلاده، وحاجة أميركا إلى ترتيب بيتها الخاص، وذلك يقتضي مقاربة جديدة لاتخاذ القرارات ذات الصلة بالدفاع، مقاربة تتميز بإمكانية إحداث تأثيرات شديدة على حلفاء الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى كلمة ألقاها "جيتس" في بروكسل مؤخراً حذر فيها من "تقلص الاستعداد والصبر" بين دافعي الضرائب الأميركيين "لإنفاق أموال ثمينة بشكل متزايد نيابة عن دول يبدو أنها غير مستعدة لرصد الموارد الضرورية والكافية لتكون شريكة جادة وقوية في دفاعها الخاص". غضب يمكن تفهمه، تقول الصحيفة، ذلك أنه بالنظر إلى ميزانية عسكرية تبلغ 700 مليار دولار، فإن الولايات المتحدة تمثل ثلاثة أرباع كل الإنفاق العسكري لكل بلدان "الناتو" تقريباً، وثلاثة أضعاف مجموع الإنفاق العسكري لكل أعضاء الاتحاد الأوروبي الستة والعشرين مجتمعين، الذي يفوق 220 مليار دولار بقليل. إعداد: محمد وقيف