رهان خطر في سوريا.. وتواصل فصول الدراما اليونانية الأزمة اليونانية، ومسيرة تونس بعد الثورة، و مهمة "الناتو" في ليبيا، وتطورات الوضع في سوريا... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي للصحافة البريطانية. الثمن الباهظ في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان:"أوروبا بحاجة إلى صفقة مالية وبريطانيا يجب أن تساعد على إتمامها"، تناولت "الأوبزيرفر" الأوضاع المتفاقمة في اليونان التي لم تقتصر على الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها البلاد، والتي أدت إلى العديد من الإضرابات ومظاهرات الشوارع احتجاجاً على الإجراءات التقشفية التي ستطبق في اليونان حسب شروط صندوق النقد الدولي، والاتحاد الأوروبي في مقابل الموافقة على حزمة إنقاذ ثانية. وفقاً لهذه الشروط سوف تطبق أثينا برنامج لتخفيض العجز في الموازنة أكبر بمرتين من البرنامج الصارم المطبق في الوقت الراهن، كما سيتضمن وهو الأخطر الاستغناء عن خُمس عدد الموظفين اليونانيين العاملين في القطاع العام، وكذلك زيادات كبيرة في الضرائب، وبرنامج خصخصة يعتبر الأسرع والأكثر صرامة الذي يتم تنفيذه في الدول المصابة بعسر مالي. ولن يقتصر الأمر على ذلك بل ستتعهد اليونان، بموجب تلك الصفقة بدفع مبلغ 100 مليار يورو خلال ثلاث سنوات، وهو ما يقرب من 40 في المئة من ناتجها القومي الإجمالي الحالي. هذه الإجراءات القاسية التي خلقت أزمة سياسية في البلاد، وتهدد بخلق أزمة اجتماعية أكثر عنفاً دفعت الصحيفة للتساؤل كيف ستستطيع اليونان بظروفها الحالية وإمكانياتها المحدودة المعروفة الوفاء بالشروط المجحفة التي يفرضها عليها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي؟ تجيب عليه بالقول إن الوقت الآن ليس وقت تبادل الاتهامات والقول إن اليونانيين بفسادهم وأسلوب حياتهم المنفلت هم المسؤولون عن المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه، وبالتالي فإنهم هم الذين يجب أن يدفعوا الثمن؛ ويتحملوا العبء. من ضمن الوسائل التي ترى الصحيفة اتباعها أن تشارك البنوك التي أقرضت اليونانيين بسخاء، ومن دون أن تحصل على الضمانات الكافية في تحمل العبء والآلام بشطب بعض ديونها المستحقة على اليونان، وهو ما تراه ألمانيا التي تقول مستشارتها أن بلادها لا يجب أن تكون هي من يتحمل معظم العبء، بل يجب أن يشارك معها الاتحاد الأوروبي كله والبنوك. وترى الصحيفة كذلك أن الموقف الحالي الذي تتخذه بريطانيا من الأزمة، وهي أنها تمثل دراما يونانية تعني الاتحاد الأوروبي، وتعني صندوق النقد الدولي، ولا تعنيها هي في شيء خصوصاً أن لديها من مشكلاتها الذاتية ما يكفي هو موقف يتسم بالأنانية وعدم المراعاة ويتجاهل حقيقة أنه إذا حدث انهيار في الاقتصاد اليوناني وعجزت الدولة عن الوفاء بديونها، فإن ذلك يمكن أن يهز المنظومة الاقتصادية العالمية، ويؤدي لانهيار الاتحاد الأوروبي، ويصيب بريطانيا ذاتها بأفدح الأضرار. استكمال المهمة في مقالته المنشورة في عدد "الجارديان" الصادر أول من أمس الثلاثاء التي اختار لها العنوان التالي: التونسيون يجب أن يتموا المهمة"، يشير "بشير كنزاري"، إلى مقولة تكرر الاستشهاد بها في تونس كثيراً خلال الفترة الماضية وهي "إن التونسيين يجيدون بدء الأشياء ولكنهم لا يجيدون إتمامها"، وهو يستشهد بهذه المقولة في معرض تناوله لتطورات الأوضاع عقب الثورة التي اندلعت في هذا البلد وأطاحت بحاكمه، والتي كانت بمثابة شرارة فجرت باقي ثورات "الربيع العربي"، المندلعة الآن في عدد من الدول في العالم العربي. يرى "كنزاري" أن التقدم نحو الديمقراطية في تونس يتسم بالبطء والتردد المبالغ فيه، والارتباك على الرغم من مرور 6 شهور على الإطاحة بزين العابدين بن علي من مظاهر الارتباك تغيير موعد انتخابات الجمعية التأسيسية فهذا الموعد الذي كان قد حُدد في البداية في الرابع والعشرين من يوليو عاد، فتأجل حتى السادس عشر من أكتوبر بقرار فردي من اللجنة الانتخابية العليا المستقلة على الرغم من أن الأحزاب كانت قد رتبت أمورها على التاريخ الأول واستندت اللجنة على العديد من الحجج في تبرير قرار التأجيل منها أن الوقت ضيق، ولا يسمح بإتمام إجراءات تسجيل الناخبين، ولا يسمح بإعداد المراكز الانتخابية في البلدات والقرى بالإضافة إلى بعض التعقيدات الفنية الأخرى. يرى الكاتب أن هذا البطء، والتردد ومثال تأجيل الانتخابات نموذج له يتيح الفرصة لفلول النظام السابق وجماعات المصالح، التي لا تزال فاعلة، ولانتشار الشائعات أن تلك الانتخابات، لن تتم أبداً وأن البداية الرائعة التي بدأتها تونس، لن تنتهي كما كان الشعب يتمنى وسوف تصبح المسألة برمتها فرصة أخرى من الفرص الضائعة بالنسبة لهذا الجيل من التونسيين، وهو ما يحتم على الجميع العمل بكل الطاقة والجهد والتغلب على كافة الصعاب وتذليل كافة المشكلات وإثبات أن التونسيين سوف يتمكنون من إتمام المهمة هذه المرة. الهدف والثمن هل الثمن المدفوع في ليبيا أعلى مما يجب؟ كان هذا هو العنوان الذي اختارته "الديلي تلغراف" لافتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، والتي استهلتها بإبداء الأسف على الضحايا المدنيين الليبيين الذين سقطوا بسبب غارات "الناتو" مؤخراً، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الغرض من غارات "الناتو" حماية المدنيين الليبيين من بطش القوات الموالية للقذافي، وأن الحلف، وهو يقوم بذلك من خلال القصف الجوي مُعرّض لارتكاب الأخطاء في بعض الأحيان، خصوصاً أن العقيد الليبي يلجأ إلى وضع الأهداف العسكرية وسط المدنيين، ولا يبالي بالحياة البشرية، بدليل أنه قد قرر قتل حمولة طائرة بأكملها من المدنيين (طائرة لوكربي)، من أجل الترويج لأجندته الإرهابية. انتقلت الافتتاحية بعد ذلك للتكاليف المادية الباهظة للعملية على الخزينة البريطانية، التي تعاني في الوقت الراهن من مصاعب جمة، وقالت إن وزير المالية قد قال قبل الحملة إن تكلفة التدخل ستكون بعشرات الملايين من الجنيهات الأسترلينية، وليس بمئات الملايين، وهو ما دعا السكرتير الأول لوزارة الخزانة للقول إن التكلفة حتى لو كانت بعشرات الملايين، إلا أنها تتجه لأن تكون بمئات الملايين. وتقول الافتتاحية هل التدخل البريطاني في ليبيا وحماية المدنيين الليبيين تساوى هذه التكاليف الباهظة؟ وهل الأهداف التي سيتم تحقيقها من خلال هذه الحملة تستحق هذا الإنفاق؟ وهل تحقيق هذه الأهداف هو الاستخدام الأمثل للمخصصات المالية البريطانية التي كان يمكن توجيهها لأغراض أخرى؟ رهان خطر تحت عنوان "مقامرة نظام الأسد اليائسة والخطرة"، نشرت "الاندبندنت" افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء، التي تناولت فيها تطورات الأحداث في بلاد "الربيع العربي"، كل بلد على حدة على نحو ما هو معروف، وخلص إلى أن الصراع الذي يدور في سوريا بالذات، سيكون له تأثير حاسم على المنطقة العربية، فإما أن تؤدي تطورات الأحداث هناك إلى زعزعة الأوضاع في المنطقة بأسرها، وإما أن يكون لها تأثير إيجابي، وعلقت الافتتاحية في هذا السياق على الخطاب الثاني لبشار، فقالت إنه إذا كان يريد من هذا الخطاب استعادة زمام المبادرة السياسية، فإنه أخفق في ذلك، وإذا ما كان يريد مد غصن الزيتون إلى المعارضة، فإن هذا ليس هو ما فهمته هذه المعارضة بدليل، أنه ما أن انتهى من إلقاء خطابه هذا حتى نزلت المظاهرات إلى الشوارع احتجاجاً على ما جاء فيه. وتمضي الصحيفة للقول إن حزمة الإصلاحات، التي وعد بها الأسد، حتى لو كان صادقاً فيها، فإنها جاءت متأخرة تماماً مثلما حدث في مصر فهناك نقطة تصبح بعدها هذه الوعود غير ذات جدوى، وذلك بعد أن مات ما يزيد عن 1000سوري في الاحتجاجات، وزج بالألوف في السجون، وفرّ ما يزيد على عشرة آلاف إلى تركيا ورغبة 10 آلاف آخرين في اللجوء، وأن الأسد في سبيل سعيه لتجنب رياح الغضب العربي، يغامر بإطلاق عاصفة هوجاء. إعداد: سعيد كامل