الخطر الديموغرافي يتفاقم...ولا ضرر من "سفن غزة" "التهديدات المتزايدة" التي تحدق بإسرائيل، والتحديات التي تواجه "يهودية" الدولة، والاستعدادات لإرسال سفن مساعدات جديدة إلى غزة بهدف فك الحصار المضروب عليها، ومعاناة الإسرائيليين من غلاء المعيشة... موضوعات أربعة نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. "تهديدات متزايدة" صحيفة "جيروزاليم بوست" سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها ليوم السبت على ما قالت إنها أخطار تحدق بإسرائيل هذه الأيام، حيث قامت إيران خلال الأسبوع الماضي بإطلاق "قمر اصطناعي للمراقبة"، يمكن استخدام بنيته التحتية بسهولة لحمل رؤوس حربية نووية أو غيرها، كما تقول. وفي الأثناء، بدأت تمرينات للدفاع المدني الإسرائيلي تستمر خمسة أيام وتحاكي سيناريو تعرض إسرائيل لوابل كثيف من الصواريخ. كما تم افتتاح ملجأ كبير تحت موقف للسيارات في تل أبيب، مصمم لحماية الآلاف من الصواريخ القادمة. وتقول الصحيفة إن قلة قليلة من اللاعبين في المجتمع الدولي يدركون نوع الأخطار التي تحدق بإسرائيل، مضيفة أنه لا يوجد بلد في أي مكان بالعالم الغربي معرض لشيء يشبه ولو من بعيد التهديدات التي تواجهها إسرائيل، سواء كان هجوماً نووياً من طهران أو وابلًا من القذائف تقليدية الصنع من وكلاء إيران في المنطقة، في إشارة إلى "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة. علماً بأن سوريا أيضاً تملك ترسانة أسلحة مرعبة؛ وانعدام الاستقرار في دمشق لا يعمل سوى على تكريس وزيادة حجم الخطر، كما تقول. ومع ذلك، تتابع الصحيفة، فإن القليل من الاهتمام الدولي تم إيلاؤه لحقيقة أن إيران قد أظهرت للتو مرة أخرى، أنها تعمل بلا كلل على تطوير صواريخها، مضيفة أن التكنولوجيا التي توصل الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء يمكن تكييفها لنقل صواريخ باليستية عابرة للقارات. ونظرياً، تتابع الصحيفة، يمكن أن تستهدف هذه الصواريخ أي بلد؛ غير أنه لما كان النظام الإيراني يصوب وعيده وخطاباته النارية إلى إسرائيل بشكل رئيسي، فيعتقد أن إسرائيل ستشكل الهدف الرئيسي، وذلك يخفف على ما يبدو من حدة القلق الدولي، على حد قولها. "يهودية" الدولة "يونتان سيلفرمان" كتب يوم الأحد الماضي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقالاً ركز فيه على ما اعتبره خطراً ديموغرافيا يتهدد إسرائيل، معتبراً أن "المجموعات الإرهابية" والعديد من العرب الإسرائيليين يشتركون في هدف القضاء على إسرائيل كدولة يهودية. وفي هذا المقال، الذي اعتمد فيه كثيراً على أفكار ووجهات نظر أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا "دان شوفتان"، يرى "سيلفرمان" أن استعمال عبارات مثل "دولة لكل مواطنيها" يخبئ وراءه فكرة مختلفة تماماً: محاولة إنشاء دولة ثنائية القومية على أنقاض "الدولة اليهودية"، دولة تقوم تدريجياً بتغيير "توازنها" الديموغرافي عبر رفض "قانون العودة" (عودة اليهود إلى فلسطين) وتبني حق العودة " (عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم). وفي المرحلة التالية، يقول سيلفرمان نقلاً عن شوفتان، سيشير التوازن الديموغرافي الجديد إلى دولة عربية؛ مضيفاً أنه على الرغم من الاندماج المتزايد في المجتمع والاقتصاد الإسرائيليين، فإن عرب إسرائيل ملتزمون بتقويض الشكل الحالي للدولة اليهودية. إلى ذلك، يرى "سيلفرمان" أنه إذا كان "الإرهابيون" الفلسطينيون يستعملون العنف وعرب إسرائيل يمتنعون عن استعماله، فإن أهدافهم تتشابه على اعتبار أن "حماس" و"فتح" والعديد من العرب الإسرائيليين يهدفون إلى تسوية سياسية حيث تكون ثمة دولة لشعبين، ولا شعب يهودي ربما، معتبراً أن عواقب هذا السيناريو هو أن إسرائيل لن تظل موجودة كدولة يهودية، وأن الإسرائيليين سيخضعون لرغبات نظام عربي يدير حكومة إسلامية. أما بخصوص ما يروج من تقارير في وسائل الإعلام من أن الفلسطينيين يستعدون للإعلان بشكل أحادي عن قيام دولتهم خلال الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، فإن الكاتب يزعم أن الهدف من وراء كل ذلك في نهاية المطاف ليس دولتين لشعبين، وإنما "غرق الدولة اليهودية تحت حكم إسلامي فلسطيني". حق الوصول لغزة تحت عنوان "إسرائيل ليس لديها الحق لوقف سفن مساعدات متوجهة لغزة"، سلط "جدعون ليفي"الضوء في "هآرتس" يوم الأحد الماضي على الاستعدادات المتواصلة على قدم وساق بإحدى ضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم لإرسال سفن تحمل أدوية ومساعدات إنسانية إلى غزة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى فك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات، واصفاً عزم وتصميم المنظمين، وجلهم نشطاء أجانب من بينهم مثقفون سويديون مشهورون، على إنجاح هذه الرحلة. وفي هذا الإطار، قال "ليفي" إنه من المستحيل ألا ينبهر المرء إزاء تصميم هذه المجموعة، موضحاً أنهم يعتزمون إيصال 500 طن من الإسمنت، ومستشفى متنقل، وسيارة إسعاف على متن السفينة، ومضيفاً أنهم يدركون أن ثمة طرقاً أخرى لإيصال هذه الأغراض إلى غزة، ولكنهم يرغبون في تذكير العالم بمعاناة غزة. "وهذا حقهم، وواجبهم ربما!"، كما يقول. ويرى "ليفي" أنه لو أن إسرائيل لم تتصرف بغباء، ولم تقم بمهاجمة سفن المساعدات السابقة التي كانت متوجهة إلى غزة، وسمحت لها بالوصول إلى سواحل غزة، لما كانت هذه السفن قد حصلت على كل هذا الاهتمام، ولما كانت أنظار العالم شاخصة إليها مثلًا هي الآن، تراقبها عن كثب. ويضيف قائلاً إن المرء عندما يلتقي بمثل هؤلاء الأشخاص، يدرك الضرر الدولي البالغ الذي تلحقه إسرائيل بنفسها نتيجة سلوكها العنيف، معتبراً أنه سيكون أمراً بسيطاً (وعادلاً) السماح لهؤلاء الأشخاص من ذوي النوايا الحسنة تحقيق هدفهم؛ وبالمقابل، سيكون أمراً غبياً وعنيفاً وغير ضروري إطلاق قوات الكوماندوز مرة أخرى عليهم. ثم ختم مقاله بنداء وجهه للسلطات الإسرائيلية قال فيه: "إن إسرائيل لا يمكن أن تتضرر من أي خطر متخيل تطرحه السفن"، مضيفا: "رجاء، تصرفوا بحذر والتزموا بالقانون الدولي والعدالة ولو مرة واحدة. فهؤلاء الناس لديهم الحق في الوصول إلى غزة؛ وإسرائيل ليس لديها الحق في اعتراض سبيلهم!". "كلفة العيش" صحيفة "جيرزواليم بوست" نشرت ضمن عددها لأمس الثلاثاء نتائج دراسة أجريت حديثاً وجدت أن الإسرائيليين يدفعون قرابة الضعف على المنتجات الأساسية مقارنة مع نظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا، عندما تؤخذ الأجور في عين الاعتبار. وتقول هذه الدراسة إن كلفة العيش المرتفعة لا تقتصر على المنتجات التي توجد على الرفوف في المراكز التجارية، ذلك أن السيارات وخدمات شركات الاتصالات من بين منتجات أخرى، كلها منتجات يدفع الإسرائيليون مقابلها مبالغ أكبر نسبياً مقارنة مع بلدان أخرى. فمتوسط الأجور بالولايات المتحدة يوجد في حدود 3800 دولار شهرياً تقريباً، وفي المدن الكبيرة في حدود 5000 دولار تقريباً (حسب الموقع الإلكتروني للحكومة الفدرالية)؛ في حين يوجد في حدود 4400 دولار شهرياً في بريطانيا، و4700 دولار شهرياً في فرنسا. أما في إسرائيل، فيقترب من 2630 دولاراً شهرياً. وأحد أبرز الأمثلة التي تعطى لتوضيح الفرق في الأسعار هو الجازولين الذي يدفع مقابله الإسرائيليون ضعف ما يدفعه الأميركيون، وأكثر مما يدفعه المستهلكون في معظم البلدان الأوروبية. أما بخصوص التعليم العالي، فإن متوسط ما يدفعه الإسرائيليون سنوياً هو 2930 دولاراً، كلفة وجدت الدراسة أنها تفوق ما يدفعه الطلبة في كل البلدان الأوروبية تقريباً باستثناء إسبانيا، حيث تبلغ الكلفة 4900 دولار. ففي ألمانيا مثلا تبلغ الكلفة 1640 دولاراً، في حين أن التعليم العالي مجاني في العديد من البلدان مثل جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، والسويد. إعداد: محمد وقيف