تعميق الشراكة الروسية الصينية...وإشادة بنهج إندونيسيا في مكافحة الإرهاب أصداء زيارة "هوجنتاو" إلى موسكو، ونجاح الطريقة الإندونيسية في مكافحة الإرهاب، واستقرار كوريا الشمالية مثار قلق لواشنطن وطوكيو، ورؤية ميدفيدف للتغيير في روسيا...موضوعات نُسلّط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. تعاون روسي صيني خصصت "تشينا ديلي" الصينية افتتاحيتها يوم السبت الماضي، للحديث عن العلاقات الصينية- الروسية، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها "هوجنتاو" إلى موسكو الأسبوع الماضي. وحسب الصحيفة، تعكس الزيارة مدى تصميم بكين وموسكو على نقل وتطوير تعاونهما إلى آفاق جديدة، تخدم مصلحة البلدين وتضمن السلم العالمي. ومن بين الأمور التي توصل إليها الجانبان تطوير العلاقات الثنائية لتصل إلى درجة الشراكة الشاملة والاستراتيجية القائمة على المساواة والثقة المتبادلة والصداقة الدائمة والرخاء المشترك. وبمقدور البلدين بناء ثقة متبادلة على الصعيد السياسي، خاصة وأن لديهما رؤى متشابهة في كثير من القضايا الدولية، ويتبنيان مبدأ يتمثل في التعامل مع العلاقات الدولية ضمن إطار دولي متعدد الأطراف. وأثناء زيارة "هوجنتاو" لموسكو تعهد البلدان بتعزيز التعاون والتنسيق من خلال الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة BRICS التي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وتشير الصحيفة إلى أن حجم التجارة الهائل بين الصين وروسيا يلعب دوراً مهماً في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أنهما تغلبا على تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث لم تتضرر تجارتهما البينية. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ خلال الربع الأول من العام الجاري 18 مليار دولار، ومن المتوقع أن يقفز إلى 70 مليار دولار، بنهاية 2011، وضمن هذا الإطار تعهد البلدان بزيادة حجم التجارة البينة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 و200 مليار دولار بحلول عام 2020، وهذا جعل البلدين يتجهان نحو التعاون في مجال الطاقة خاصة النفط والغاز والفحم ومصادر الطاقة المتجددة، ومن المتوقع إن تتنامى استثمارات البلدين في تقنية المعلومات وأيضاً في قطاع البنى التحتية خاصة في المناطق الحدودية... النموذج الإندونيسي تحت عنوان "طريقة أفضل من الحرب على الإرهاب"، نشرت "ذي إيج" الأسترالية يوم أمس افتتاحية استهلتها بالقول: إن أبوبكر باعشير الذي يقضي الآن داخل أحد السجون الإندونيسية عقوبة بالسجن بلغت 15 سنة بسبب ضلوعه في الإرهاب. مقاضاة هذا الرجل استغرقت قرابة عقد من الزمان علماً بأنه مؤسس "الجماعة الإسلامية"، التي نفذت تفجيرات "بالي" عام2002. محاكمة "بعاشير" كانت خطوة مهمة في الصراع الطويل ضد الإرهابيين الذين يستغلون الدين لتبرير أفعالهم. الصحيفة ترى أن إندونيسيا نجحت في التصدي للإرهاب كقضية تم التعامل معها من منظور جنائي، وفي المقابل تم التعامل مع المسألة ذاتها ضمن "الحرب على الإرهاب"، وهذا ما حدث في أفغانستان وباكستان. الصحيفة تُذكِّر بأنه سبق وأن نوهت إلى أن القوة العسكرية ليست هي الوسيلة المثلى لمواجهة الإرهاب، وكان ذلك بعيد تفجيرات "بالي". لكن رئيس الوزراء الأسترالي "جون هاورد" اختار شن ضربات استباقية ضد الإرهابيين، واتفقت إندونيسيا وأستراليا على تكثيف التعاون بين أجهزة الشرطة والاستخبارات. إندونيسيا جديرة بالاحترام لإنجازاتها في مكافحة الإرهاب، وذلك على الرغم من القيود التي تكبلها بسبب الفقر والفساد. وعلى النقيض من إندونيسيا تأتي باكستان وأفغانستان حيث يتضح في هاتين الأخيرتين مدى ثقل الأعباء المالية الناجمة عن الاعتماد على القوة العسكرية في التصدي للإرهاب. أزمة 2012 في مقاله المنشور يوم أمس بـ"ذي كوريا تايمز" الكورية الجنوبية، سلط "فيكتور دي شا"، الضوء على أجواء التحالفات في شمال شرق آسيا. فتحت عنوان "حرب باردة جديدة في آسيا؟"، أشار الكاتب إلى أن الأزمة التي من المتوقع أن تطرح نفسها على الرؤساء المقبلين في كل من الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية، وتحديداً في عام 2012، تتمثل في عدم استقرار كوريا الشمالية. الأزمة قد تحدث نتيجة وفاة الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل"، أو فشل محاولة توريث السلطة لنجل كيم الأصغر، وقد تأتي الأزمة أيضاً جراء استمرار بيونج يانج في التصعيد لدرجة يصعب السيطرة عليها. "فيكتور دي شا"، وهو رئيس قسم كوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرى أن مفتاح احتواء أزمة من هذا النوع يكمن في مزيد من التعاون بين القوى الرئيسية الفاعلة في شبه الجزيرة الكورية: واشنطن وسيول وبكين. لكن هذا التعاون قد لا يأتي خاصة إذا وضعنا في الاعتبار نمط التجاوب الصيني الذي ظهر بعد أحداث تصعيدية تسببت فيها كوريا الشمالية خلال عامي 2009 ـ 2010، من بينها إجراء تجربة نووية وإغراق سفينة حربية كورية جنوبية وقصف إحدى الجزر الكورية الجنوبية بالمدفعية. وحتى عندما أجرت بيونج يانج تجربة نووية عام 2006 لم تضغط بكين عليها، مستندة إلى حجة مفادها أن بوش الابن هو السبب كونه رفض الحوار مع كوريا الشمالية. وحسب الكاتب، فإنه منذ عام 1992 الذي شهد تطبيعاً في العلاقات الصينية- الكورية الجنوبية، حاولت بكين أن تتعامل مع الكوريتين من مسافة واحدة. لكن ما حدث كان مختلفاً تماماً، لأن الصين متحالفة مع كوريا الشمالية، وتُبرِم معها عقوداً لاستخراج معادن نادرة يتم استهلاكها في مقاطعات الصين الشمالية الشرقية الفقيرة. وبالنسبة لكوريا الجنوبية وهي القوة الاقتصادية رقم 11 في العالم، فإن حجم تجارتها مع الصين يعادل 100 ضعف حجم تجارة بكين مع بيونج يانج، أي 180 مليار دولار حجم التجارة الصينية- الكورية الجنوبية، مقابل 1.8 مليار دولار حجم التجارة الصينية- الكورية الشمالية. الكاتب استنتج أن سياسة بكين القائمة على حماية بيونج يانج، أشاعت حالة من القلق لدى اليابانيين والكوريين الجنوبيين، تجاه هيمنة الصين على آسيا، خاصة وأن بكين تدعم انتقال السلطة من "كيم" إلى ولده، وهذا جعل البعض يفسر سياسة الصين بأنها تنظر إلى كوريا الموحدة المتحالفة مع اليابان والولايات المتحدة كمصدر تهديد لمصالحها. رؤية ميدفيدف تحت عنوان "بوتين يتجه نحو الحقبة السوفييتية لكن ميدفيدف يطرح الأمل"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية، يوم أمس مقالاً لـ"فلاديمير فرولوف"، استهله بالقول إن بوتين لا يزال يفتقر إلى منطق مقبول من خلاله يستطيع العودة إلى الكريملن رئيساً، بينما يبدو ممكناً حصول ميدفيدف على فترة رئاسية جديدة. الكاتب، وهو رئيس مجموعة LEFF وهي مؤسسة حكومية معنية بالعلاقات العامة، يرى أنه إلى الآن لا يزال السبب الذي يدعو بوتين لشغل منصب الرئيس غير واضح، لكن روسيا مستقرة، وتنمو بسرعة نسبية، واحتلت المرتبة السادسة في قائمة أكبر الاقتصادات العالمية، وهي الآن ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا. الآن لا تتعرض روسيا لتهديدات خطيرة، فالتمرد في شمال القوقاز تم احتواءه وأوقف "الناتو" والاتحاد الأوروبي خططهما التوسعية، كما أن مشروع الدرع الصاروخية لن تصبح أمراً مهماً بالنسبة لروسيا قبل عام 2020 على أقرب تقدير، وربما يتهاوى المشروع عندما تنفد أموال أميركا وحلفائها في "الناتو"، قبل تدشين المرحلة الرابعة من المشروع. وحسب الكاتب، فإنه بعد شهر من إطلاق بوتين لـ"جبهة كل الشعب الروسي" لا يزال من غير الواضح ماذا يريد وضد أي شيئ يناضل.الجبهة تطلق شعارات بالية وتكتيكاتها تعود للحقبة السوفييتية، والروس لا يفهمون لماذا تم إطلاق "الجبهة". أما ميدفيديف، فيبدو أن لديه قدرة على تغيير روسيا، ذلك لأنه يدرك أن نموذج النمو الاقتصادي القائم على الإنفاق الحكومي المستند إلى عوائد النفط والغاز قد تم إنهاكه، وميدفيدف يدرك أن المركزية المفرطة تؤدي إلى الركود، وأن الوقت قد حان لتقليص الدور الحكومي في الاقتصاد لصالح زيادة دور القطاع الخاص، ويرغب أيضاً في تقليل مركزية السلطة لدى الكريملن لصالح المؤسسات السياسية الأخرى والحكومات المحلية والأقاليم، وهذا الطرح يراه الكاتب بمثابة أرضية جذابة للتغيير. إعداد: طه حسيب