تقف القضية الوطنية الفلسطينية أمام استحقاقين قادمين خلال الشهور المتبقية من العام الجاري، وليس للشعب الفلسطيني خيار سوى أن ينجح فيهما معاً؛ أولهما المصالحة الوطنية التي تم توقيع وثيقتها في القاهرة مؤخراً، والتي نأمل أن تكون فاتحة إعادة رص الصف الوطني وبناء لحمته من جديد. فثلاث سنوات من الشقاق الداخلي لم تأت سوى بمزيد من الخسائر لقضيتنا التي فقدت الكثير من الاحترام والتعاطف العالميين حيالها، ومن ثم فلابد من الدفع بالمصالحة قدماً لعلها تعوض ما فات القضية وما خسرته خلال هذه الفترة. أما الاستحقاق الثاني فهو إعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، ما لم تبد إسرائيل ومعها الرباعية الدولية جدية في الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقعة، وإظهار استعداد أميركي كافٍ للاطلاع بدور الوسيط النزيه الذي يستطيع الضغط بشكل متوازن وحمل إسرائيل أيضاً على الوفاء بتعهداتها المقررة في الاتفاقات المذكورة. محمد أحمد -رام الله