قرأتُ مقال: "الثورة بين الانتقام والتسامح" للدكتور وحيد عبدالمجيد، وقد استوقفني الطرح العقلاني الوارد فيه، وخاصة قوله إن: "غضب المصريين له مبرراته، لكن التسامح يضع حداً للانفلات الذي ينتجه ذلك الغضب قبل أن يتجاوز الخيط الفاصل بين العدل والانتقام". ولاشك أن هذا الكلام صحيح، فنحن في مصر اليوم لا نمتلك ترف تضييع الوقت في تصفية الحسابات القديمة أو الانخراط في ثرثرات هجاء الماضي، وإنما الأهم أن نلتفت إلى المستقبل، وأن نعطي كل اهتمامنا للكيفية التي نستطيع بها فتح صفحة جديدة من تاريخ بلدنا، بحيث يتمكن من تحقيق معدلات تنمية مرتفعة، وينجح في إنجاز إصلاح سياسي مستنير. وإذا نجحنا في الجهد التنموي فسيقطر النجاح الاقتصادي وراءه تلقائيّاً حلولاً ناجعة لكافة مشكلات البلد، وسيتحول إلى رافعة لكافة المطالب الاجتماعية والسياسية الأخرى. وهذا ما ينبغي أن يكون على رأس الأولوية الآن. أشرف السيد - القاهرة