في مقال الأسبوع الماضي استعرضت ماتتوقعه الزوجة من الزواج، وملخص ذلك يكتمل بأن تجد المرأة الرجل الذي يكرمها ولايكذب عليها. الرجل في المقابل يريد من زوجته أموراً، ويكره فيها أموراً أخرى. ومن العدل قبل الشروع في بسط الحديث حول توقعات الرجل من الزوجة أن أبين أن هذه التوقعات اجتهادات ذاتية لخصت من خلالها بعض الحوارات والدروس التي تعلمتها، ممن تناقشت معهم حول هذا الأمر، وكذلك ما تعلمته من برنامج "خطوة"، الذي أشرف بإعداده وتقديمه. الزوج له طموحات كثيرة من وراء الزواج، فهو يبحث عن الجمال في عروسه، لأن عنصر الجمال محبب للنفس البشرية، لكن الجمال قد يتقادم دوره مع العِشرة. الزوج ربما يبحث عن ذات الأصل، وهو أمر قد يُطغي المرأة على زوجها، إنْ لم يكن من نفس مستواها. الرجل في فترة من حياته قد يبحث عن ذات المال، والذي يعبر عنه في الوقت الراهن بالزوجة الموظفة لأنها قد ترفع عنه بعض تكاليف الحياة. لكن الرجل الذي يقبل أن تنفق زوجته عليه، قد يفقد بعض قوامته في البيت لأن الله فضل الرجال على النساء "وبما أنفقوا من أموالهم. فيا ترى من هي المرأة التي يريدها الرجل في حياته كزوجة له؟ الرجل يريد التقدير في حياته الزوجية، وهذه سمة لا يمكن لبيت أن يقوم إلا عليها، فعندما لاتقدر المرأة الجهد الذي يقوم به الرجل مهما قل هذا الجهد، تفقد هذه المرأة نصيباً من وجودها في حياة الرجل. ففي فترة الخطوبة مثلاً تجد كلمات الثناء والتقدير من المرأة لكل ما يقدمه الرجل لها، فكلماته معسولة ومقدرة، وتجد لها أذناً صاغية عند المرأة. هداياه مهما كان رخصها غالية جداً ومقدرة لدى حبيبته. تقدر المرأة في الرجل خلال هذه المرحلة كل جهد يقوم به مهما قل، وتردد كل كلمة سمعتها منه، تفتخر بكلماته ومقالاته إنْ كان كاتباً، وإن كان من أهل القصيد، تفتحر بدقة حساباته وأفكاره، وإن كان من أهل العقل والمنطق، تشاوره في كل شيء تقريباً تقديراً لرأيه وفكره. وإنْ استمر هذا التقدير بعد الحياة الزوجية، وجد الرجل ضالته عند زوجته، وأصبحت لباساً له لا بحث عن غيره كي يستر به جسده، فهو مقدر في كلماته وتصرفاته، وهذا ما يجعله مقداماً على مزيد من العطاء في حياته الخاصة، فتجد المرأة اللذة في كل ما يقول أو يفعل. هذ التقدير الخاص جداً، هو الذي يجعل الحياة بين الزوجين مستمرة. المرأة في بداية حياتها الزوجية تقدر ذهاب زوجها إلى العمل فتودعه عند الباب داعية له وتستقبله عند عودته مبتسمة بعودته، وهي تقول له هيت لك. بعد فترة من الزواج يذهب الرجل إلى عمله وزوجته نائمة في فراشها، فيفطر منفرداً أو مع خدامة تعد له الإفطار. ويعود إلى بيته مثقلاً بأعباء العمل، فلايجد من يستقبله، فإن تحدث حول الموضوع يأتيه الجواب دون مقدمات... هذا دورك في الحياة وكل الرجال يعملون.