بين المخلفات التي تم جمعها وفرزها بشكل أولي، يقوم هذان الطفلان الكمبوديان بعزل القناني البلاستيكية لتجميعها، وأخذها إلى معامل إعادة التدوير. ويزاول العاملان الصغيران مهنتهما على مرأى من الجميع، وفي أحد شوارع "بنوم بنه"، عاصمة المملكة الكمبودية، ومركزها الاقتصادي والصناعي والتجاري والثقافي الرئيسي. ورغم صدور تشريعات دولية تحظر تشغيل الأطفال، فإن مئات الملايين من البنين والبنات يقومون بأعمال تحرمهم من التعليم والصحة والحريات الأساسية، ما يعد انتهاكاً لحقوقهم المقررة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. ووفقاً لمنظمة الشغل الدولية فإن أكثر من نصف هؤلاء الصغار يتعرضون لأسوأ أشكال عمالة الأطفال، مثل العمل في بيئات خطرة، والعمل بالسخرة، وأنشطة أخرى محظورة كالاتجار بالمخدرات، والدعارة، والمشاركة في النزاعات المسلحة. وإذا كان الفقر سبباً رئيسياً لهذه الظاهرة، فإن كمبوديا تعد أفقر دولة في جنوب شرق آسيا، حيث تشكل الزراعة القطاع الرئيسي لاقتصادها، كونها تشغل نحو 60 في المئة من القوة العاملة، بما فيها أطفال لا يزالون في أعمار الزهور، صرَفتْهم الحاجةُ وظروفُ أسرهم الفقيرة بعيداً عن المدرسة وساحات اللعب، إلى مواقع العمل وساحات القمامة والمخلفات.