بعد سنة... على المحنة!
قد تنتظر هذه المرأة وقتاً طويلاً قبل أن يحضر محبو أكل الكعك المعروض على عربة البيع هنا في قرية "شارك" القريبة من بلدة "أوش" على بعد 750 كلم من العاصمة القرغيزية "بيشكيك"، ولكن قدرة كثير من سكان القرية الشرائية لا تسمح لهم حتى بالتفكير في الأمر، لأن اقتناء الكماليات حتى لو كانت من الطعام لا يحتل مكانة متقدمة ضمن بنود صرف ميزانية العائلات الفقيرة. فظروف هذه العائلات لا تسمح لها بترف تذوق الكعك والحلويات، لأن مرارة الحياة وكدحها علمتها أن الأهم هو الخبز الحافي، والماء، والهواء، ومكان يأوي فوق الأرض وتحت السماء.
يذكر أن سكان هذه المنطقة من قيرغيزستان يستعيدون هذه الأيام الذكريات المؤلمة لأعمال العنف والمواجهات العرقية التي شهدتها وخلفت مئات القتلى والمتضررين، في وقت حذر فيه رئيس البلاد من أنها ما زالت معرضة لخطر اندلاع مزيد من القلاقل. وهذا قطعاً ما لا يحن إليه أحد هنا، وقد بارت التجارة، وتراجعت الفرص، وخيمت أجواء الكآبة على بائعة الكعك المنتظرة دون أن يقطع وحدتها سوى عواء رياح الدروب المقفرة الموحشة، ومرارة الحياة المتداعية، وخلفية البيوت الموشكة على الانقضاض.