قرأت مقال الكاتب جيمس زغبي: "مناكفات عربية... على الساحة الأميركية"، وقد تأسفت كثيراً لانشغال بعض جالياتنا العربية في الدول الغربية بافتعال صراعات "دونكيشوتية" حول موضوعات لا تقدم ولا تؤخر، بدل تنسيق جهودها ورص صفوفها لتشكيل نواة جماعات ضغط في الغرب قادرة على الدفاع هناك عن القضايا العربية. وحتى لا يكون الكلام عامّاً، أحب أن أعرف ما هو وجه الخطورة في أداء أحد الفنانين العرب المعروفين أغنية عن "الحرية"، ضمن فعاليات جمعية تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية وسوى ذلك؟ وإذا لم يسمح أيضاً للفنان بأداء أغنيته، لماذا لا ينسحب هو أيضاً دون إحداث بلبلة، أو افتعال مشكلة، في سياق لا يحتمل كل ذلك؟ المؤسف في الأمر أن بعض نشطاء جالياتنا في الغرب يضيعون الوقت في مناطحة طواحين الهواء ويختلقون من الحبة قبة، ويزيدون الطين، ويحولون العمل الشعبي العربي في المهجر إلى نوع من يوميات البسوس وداحس والغبراء، وبذلك لا يخدمون قضايانا العادلة، فيما خصومنا الصهاينة يشتغلون بهمة واجتهاد كخلية نحل لاستمالة الرأي العام، وصانع القرار في الغرب، لصالح سياسات الاحتلال والعربدة الصهيونية. محمود عبد الله - الدوحة