رؤية كئيبة للأزمة الليبية...ومشروعات مشتركة بين الصين وكوريا الشمالية كيف يمكن قراءة المشهد الليبي؟ وماذا عن سجالات التجديد لأمين عام الأمم المتحدة؟ وما مدى التعاون الاقتصادي بين الصين وكوريا الشمالية؟ وهل تحسم نسب البطالة مصير أوباما السياسي؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. يوم أمس الاثنين، وفي باب الرأي بـ"تشينا ديلي" الصينية، وتحت عنوان "نظرة كئيبة لحل الأزمة الليبية"، كتب "كانج إيد" مقالاً استنتج خلاله أنه على الرغم من أن قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا يهدف إلى حماية المدنيين الليبيين، وليس تغيير نظام القذافي، فإن الغرب يسعى للإطاحة بالقذافي، وتدشين نظام ديمقراطي من صنع الغرب الذي شجعه على ذلك التغيرات التي حدثت في مصر وتونس. الكاتب يطرح بنوداً يراها إشكالية في الأزمة من بينها: القذافي، فثمة إشاعات حوله، ويُقال إنه جُرح، وإنه مختبئ وفقد السيطرة على قواته، لكنه تعهد بالقتال حتى النهاية، وقواته التي لا تزال تسيطر على طرابلس، قد تتحول من موقع الهجوم إلى الدفاع، وحتى إذا استمر قصف "الناتو" ثلاثة شهور أخرى، فإن أحداً لا يستطيع تخمين متى سيترك القذافي السلطة. هذا بالإضافة إلى أنصار القذافي الذين سيشكلون مصدر تهديد للاستقرار الأمني في مرحلة ما بعد القذافي. هذا بالإضافة إلى البُنية القبلية والعشائرية، وخطر المتطرفين والإرهابيين وكلفة العمليات العسكرية. التجديد لـ"مون" في مقاله المنشور بـ"جابان تايمز" اليابانية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "الجولة الثانية للمدمن على العمل في الأمم المتحدة"، أشار "توم بلات" أستاذ الدراسات الآسيوية إلى أن مكمن الدهشة في التأكيد المحتمل على تجديد مدة أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" في منصبه لفترة جديدة مدتها خمس سنوات، ليس كون هذا التجديد شبه مؤكد، بل هو غياب التناقضات التي قد تحيط بعملية التجديد. الغريب أنه إذا اعتمدنا على الأخبار الواردة بشأنه في وسائل الإعلام عند تقييمنا للفترة الأولى التي قضاها "مون"- وزير الخارجية الكوري الجنوبي الأسبق- على رأس المنظمة الدولية، فإننا قد نتجه نحو وصف فترة الأولى بالفاشلة... ومع ذلك سيتعامل أعضاء مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مع إعلانه الترشح لولاية جديدة بمعارضة قد تكون الأقل على الإطلاق. ويتساءل الكاتب عن سبب التناقض بين ما يتم طرحه في الإعلام وبين الواقع على الأرض. السبب يعود إلى أن نسبة كبيرة من الأخبار السيئة الواردة في الإعلام عن الفترة الأولى لأمين عام الأمم المتحدة مصدرها الغرب، لكن في آسيا يصعب على المرء إيجاد تغطيات إعلامية سلبية حول "مون" في وسائل الإعلام الآسيوية... وتطرق الكاتب إلى الموقف الصيني من "بان كي مون"، حيث تم اختياره عام 2006 بعد تعاون أميركي- صيني على مستوى عال. الإعلام الغربي تطرق إلى افتقار "مون" للكاريزما، لكن الكاتب يحيل إلى مزايا أخرى لدى "مون" قد تجعل من الحديث عن "الكاريزما" أمراً مبالغاً فيه، فهو دبلوماسي محترف أمضى وقتاً طويلاً في العمل ضمن محيط صعب وجوار مضطرب، يتمثل في كوريا الشمالية. ولم يتردد "مون" في حشد الأمم المتحدة خلف قضايا هي الأكثر حساسية خاصة ما يتعلق بمسألة الاحتباس الحراري. ويشار إلى أن "بان" ظهر خلال فترة ترأسه الأولى للمنظمة الدولية مدمناً على العمل. ما يميز أمين عام الأمم المتحدة أنه كثير العمل، والعالم بحاجة إلى رجل من هذا النوع ، لأن ثمة الكثير من الأمور على الصعيد العالمي تتطلب عملاً جاداً. بعض الناس يعتقدون أن من يعمل بجد وأمانة ويحاول أن يكون الأفضل يحتاج من يربت على كتفه ويمنحه خمس سنوات أخرى في منصبه. تجربة اقتصادية في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "تجربة كوريا الشمالية الاقتصادية"، تطرقت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية إلى أن بيونج يانج بدأت تطبيق سياسة اقتصادية شبيهة بالنموذج الاقتصادي الصيني. البلدان بدآ تدشين منطقتين اقتصاديتين كبيرتين يتم التخطيط لهما كي تصبحا مركزين اقتصاديين وتجاريين جاذبين للاستثمارات الأجنبية. وحسب الصحيفة شهد ميناء "راسيون" الواقع شمال شرق كوريا الشمالية لقاء بين مسؤولين كبار من البلدين للإعلان عن البدء في تدشين طريق يربط الميناء الكوري الشمالي بمنطقة "هونشيون" الصينية... ويخطط البلدان لتحويل ميناء "راسيون" إلى قاعدة للصناعات فائقة التقنية، وأن يصبح منصة لإصلاح السفن ومعالجة الأخشاب. وحسب الصحيفة، ثمة مخطط آخر لتطوير جزيرة "هوانجمبيونج" المتاخمة لمنطقة "داندونج" الصينية، بحيث تصبح مركزاً للتجارة والصناعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات. فعاليات تدشين هذه المشروعات المشتركة حضرها "جان سون ثاك" صهر الزعيم الكوري الشمالي، و"وانج كوشان" نائب رئيس الوزراء الصيني إضافة إلى وزير التجارة الصيني، ما يعكس أهمية المشاريع المشتركة لكلا البلدين... وبالنسبة لكوريا الشمالية، فإنها تريد التركيز على تطوير جزيرة "هوانجمبيونج" القريبة من مدينة "سنيوجي" الكورية الشمالية التي طالما طمحت بيونج يانج إلى تطويرها وتحويلها إلى مركز تجاري- صناعي. وضمن هذا الإطار خططت كوريا الشمالية في عام 2002 لجعل المدينة منطقة اقتصادية خاصة يمكن وصفها بـ"هونج كونج شمال شرق آسيا"، لكن الخطة آنذاك لم تُنفذ بسبب رفض الصين. من ناحية أخرى ترى الصين أن جزيرة "هوانجمبيونج" ليست المكان المثالي للاستثمار، كونها تفتقر إلى البنى التحتية التي يتعين توفيرها للاستثمار الصناعي، لكن الصين سيتم تعويضها باستخدام ميناء "راسيون" الذي سيجعل شركاتها المتمركزة في أقاليمها الشمالية الشرقية قادرة على الاستفادة من النقل البحري. هذه المشاريع المشتركة تعكس مدى التعاون بين البلدين، خاصة أن كوريا الشمالية تعتمد على الصين في التجارة، حيث 83 في المئة من تجارة كوريا الشمالية تأتي من الصين. الاقتصاد أولاً تحت عنوان "مصير أوباما يعتمد على الوظائف"، سلطت افتتاحية "ذي أستراليان" يوم أمس الضوء على حظوظ أوباما في الترشح لفترة رئاسية جديدة. الصحيفة ترى أن الأمور تغيرت بسرعة، فخلال الشهر الماضي، وعندما تم الإعلان عن مقتل بن لادن، أظهرت استطلاعات الرأي تقدماً لصالح أوباما لدرجة تقترب من قناعة مفادها أنه لن يُهزم في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل. لكن سرعان ما تغيرت الأمور، حيث طفت على السطح مقولة "إنه الاقتصاد يا غبي" التي تواترت إبان حملة كلينتون الرئاسية عام 1992، وبناء على تلك المقولة كشفت استطلاعات الرأي أن "ميت رومني" الحاكم السابق لولاية ماساشويتس سيكون أكبر تحدٍ لأوباما... صحيح أن الناخبين أثنوا على الطريقة التي أدار بها أوباما عملية القبض على بن لادن، لكن تلك العملية لن تكون هي الموجه الأكبر لقرارات الناخبين، بل إن الأمر يتعلق بأمور تخص الداخل الأميركي كالخوف من الركود الاقتصادي، ومعدلات البطالة التي وصلت 9.1 في المئة، والمعضلات التي يعاني منها سوق العقار، وعجز الموازنة الذي يشكل 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ناهيك عن الديْن المحلي البالغ 14.3 تريليون دولار. الصحيفة تقول إن نسبة عدم رضا الأميركيين عن سياسة أوباما الاقتصادية وصلت 60 في المئة. هذه الأرقام مقلقة للرئيس الأميركي وفي الوقت نفسه مزعجة للأستراليين بسبب الترابط الوثيق والعلاقات القوية بين اقتصادي البلدين. وبإمعان النظر في السياسات الداخلية الأميركية، نجد أن لم يتم إعادة انتخاب أي رئيس أميركي، منذ عهد فرانكلين روزفيلت في ظل معدلات بطالة تفوق نسبتها 7.2 في المئة. على سبيل المثال، لم يترشح "فورد" لفترة رئاسية جديدة لأن نسبة البطالة في عهده بلغت 7.8 في المئة، والسيناريو نفسه بالنسبة لكارتر حيث وصلت البطالة في عهده إلى 7.5 في المئة، وكذلك بوش الأب الذي وصلت نسبة البطالة خلال فترته الرئاسية 7.4 في المئة. و منذ وصول أوباما للسلطة كانت نسبة البطالة 9 في المئة فقط، لكن هذه النسبة استمرت لمدة خمسة شهور فقط، وقبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة ثمة توقعات بأن نسبة البطالة ستكون في حدود 8 في المئة.، وهذه أخبار سيئة بالنسبة لأوباما. إعداد: طه حسيب