قرأتُ مقال: "حصيلة الثورات وطمام المرحوم" للدكتور سعد بن طفلة العجمي، وأتفق مع معظم ما ورد فيه من آراء وأحكام على أحوال التغيير القائمة الآن في بعض البلدان العربية. وأكثر ما أتفق معه هو حقيقة كون الأوضاع الراهنة في دول التحولات العربية مثيرة للقلق بكل المقاييس، حيث تراجع الأمان العام والخاص، وارتبكت الدورة الاقتصادية والحياتية للناس، وتحولت الساحات والميادين في وسط بعض العواصم والمدن إلى ما يشبه الكرنفالات الصاخبة بفعل التظاهرات المطلبية والفئوية، وأصبحت شاشات التلفزيون وموجات الإذاعة مثل ساحة الخطباء في ميدان الطرف الأغر بلندن، حيث ينخرط كل من هبّ ودبّ في موجة من الخطابة والتنظير والجعجعة والطحين، حول المستقبل الديمقراطي والتحول "الثوري"، ودور هذا الشخص أو تلك الفئة في إحداثه! والحقيقة أن بعض بلداننا العربية إن كانت في حاجة إلى كثير من الإصلاح والتغيير التنموي والسياسي، فإنها أيضاً بحاجة إلى قليل من الثرثرة "الثورية" والتنظير اللفظي والخطابي. متوكل بوزيان - أبوظبي