لعل أكثر ما لفت نظري في مقال: "السياسة والدين... بين قمتين" للكاتب محمد السماك هو مسألة عدم إعطاء كثير من وسائل الإعلام اهتماماً يذكر للقمة الروحية الموازية لقمة مجموعة الثماني، هذا في حين يتسابق الإعلام لتغطية تحركات الجماعات الفوضوية العنيفة ولمتابعة صخب ناشطي الجماعات المناهضة للعولمة، حين تحتج هي أيضاً في شوارع المدن التي تعقد فيها قمم الثماني. والمؤسف في الأمر هو أن الجاذبية الإعلامية هي ما يدفع وسائل الإعلام لكي تنحاز لتغطية أعمال الشغب والاحتجاج، في حين لا تلتفت للنقد البناء الهادئ من قبل القمم الروحية، مع أنها تنتقد العولمة والسياسات الاقتصادية للدول الثماني، ولكنها تفعل ذلك بطريقة سلمية وعقلانية رزينة. ولاشك أن هذه المفارقة في التركيز على ما لا يستحق التغطية فقط جرياً وراء الصخب والعنف، وإهمال ما يستحقها فقط لأنه قد لا يوفر تلك الإثارة، أصبحت ظاهرة مشاهدة في مساطر بث ونشر وسائل الإعلام الغربية بصفة خاصة، وما يتأثر بها من الإعلام الدولي بصفة عامة. محمد عبد الله - أبوظبي