لا يبدو لي أنه مما يدخل في إطار المبالغة أو التهويل ذلك الذي انتهى إليه الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله ليوم الخميس الماضي، من أن "القاعدة في طريق الانحسار". فها هو التنظيم الذي اختار نهجاً عُنفياً دموياً وأسس عقيدته على أساليب المواجهة والقتل والتدمير، قد تجاوزته الأحداث والتطورات الأخيرة في المنطقة، إذ أوضحت النتائج التي أفضت إليها الاحتجاجات الشبابية في عدد من الدول العربية أن الرهان على النهج السلمي في التغيير هو الأجدى والأنفع والأكثر صدقية، وأن الأجندة الحقيقية للشعوب العربية هي أجندة حضارية سلمية أولًا ووطنية داخلية ثانياً. هذا بالطبع بعد أن اتضح الطريق المسدود الذي انتهى إليه الخيار العنفي لدى "القاعدة"، وبعد ما تبين أنه مفلس وغير ذي جدوى، وأن نتائجه كارثية وأثمانه دموية باهظة، وأنه لا يقود إلا تدمير ذاته، لاسيما بعد أن أُحيط به من كل جهة، وتم قتل أو اعتقال معظم قادته وعلى رأسهم بن لادن الذي كان مصرعه مؤخراً بمثابة الضربة القاضية الأخيرة على رأس التنظيم. لا شيء يمكن أن يتحقق من وراء العنف غير الدمار والخراب، ولا خيار أفضل من الملاينة والمسايسة في التعاطي مع معضلات الداخل والخارج... ذلك هو المغزى الظاهر والبين الآن وراء الحصيلة النهائية لعشرة أعوام من إرهاب "القاعدة". عمر إياد -أبوظبي