لا فراش غير الأرض، ولا ظل إلا ظل السماء... فالحياة لم تسعف هذه السيدة الباكستانية من نِعمِها ونعومتها بأكثر مما هي عليه في هذا المكان. فهنا بأحد ضواحي إسلام آباد، جلست هذه العاملة تأخذ قسطاً من الراحة مع رضيعها الذي أرهقه انتظارها، كما أرهقها العمل الشاق في هذا "الموقع"، حيث تكسب رزقها اللبن الطيني، فتظل سحابة يومها، من الصبح إلى غاية الليل، وهي تعجن الطين وتضعه في القوالب، ثم تعيد تعبئتها، لتقوم بإعادة رص اللبنات الجافة مفسحة مكانها للبنات أخرى قيد الإنجاز، قبل أن تعمد أخيراً إلى تنظيمها في رزم وأكداس هي ما نراه في الواجهة معروضاً للبيع. ولكم أن تقدروا كم هو عمل شاق ومجهد ذلك العمل، وكم يقض ظهور الرجال الأشداء، من باب أحرى بالنسبة لامرأة مرضع لا يبدو من ظاهر حالها أن وضعها الصحي على ما يرام. لكن الفقر وواقع الاحتياج ألجآها إلى هذه المهنة التي تدفع الظروف بآلاف النسوة إليها في كل من باكستان والهند وبنغلاديش، وقد سلطت وسائل الإعلام الضوء على أوضاعهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لكن دون أن يتحرك ساكن دولي حتى الآن لتحرير النساء من سجون الفقر وقيود الاحتياج إلى حرية الحياة الكريمة، لهن ولأطفالهن.