في الأحوال العادية يفترض ألا تكون هذه نومة هانئة، نظراً لخشونة وقسوة أعمدة الخشب التي يتمدد عليها هذا العامل الإندونيسي هنا في ضواحي العاصمة جاكرتا. ولكن التعب الشديد الناجم عن الكدح والكد المجهد اللامتناهي جعله يستغرق في نومة بسبعة أحلام، في انتظار أن يستيقظ على السمك المُملح المنشور على بساط أعمدة التجفيف، وقد صح جفافه، وخف وزنه، وغلت قيمته. ولماذا لا تزداد أسعاره أيضاً، ويتسابق المشترون في السوق لشرائه؟ ليعود عاملنا إلى البيت وفي بيته مبلغ من المال كافٍ لتلبية احتياجات عائلته، وتحقيق بعض أحلامه الصغيرة الأخرى المعلقة منذ زمن بعيد. يذكر أن القطاعات الإنتاجية الحرة، وغير المصنفة، تستقطب شرائح واسعة من السكان هنا ضمن فئات العمالة اليدوية والحرفية البسيطة، وبذلك تتيح لهم فرصة الاندماج في الدورة الاقتصادية، بعدما تعذر عليهم ذلك في القطاعات الأخرى، بسبب الفقر، ومحدودية استفادتهم أصلاً من فرص النظام التعليمي.