سأقترح فيما يلي جواباً على سؤال: "هل هي حقاً ثورة بلا قيادة؟" الذي أفاض في الحديث عنه هنا مقال الكاتب السيد يسين. وهنالك قول شائع لعله يختصر جوابي هو العبارة: "ليس للفشل أب... وللنجاح ألف أب". ومعنى هذه العبارة أن أي عمل ناجح يظهر كثيرون ليدعوا أنهم هم من يقف وراءه، أما أي عمل فاشل فالكل يتهرب من مسؤولية المساهمة فيه. وفي رأيي الشخصي أن هذا يصدق تماماً على التحول الأخير الذي عرفته مصر. فكل حزب وحركة سياسية، وكل فئة، حتى لا أقول كل فرد، يدعي أنه قد أسهم بنصيب كبير في إحداث التحول، وإسقاط النظام السابق. وهذا الادعاء يضمر القول ضمناً بأن من حقه قطف ثمار جهده في الحاضر والمستقبل. ولكن الطرف الحقيقي الذي لعب الدور الأكبر في تحولات مصر هو الشعب، أي هذه الأغلبية الصامتة، التي لا ترفع عقيرتها بالحديث عن دورها، ولا تسعى للفت نظر أحد إليها. عز الدين يونس - أبوظبي