مع أهمية الطرح الوارد في مقال: "عن الديمقراطية والمجتمع المدني" الذي كتبه هنا د. عبدالحق عزوزي، إلا أننا لو نظرنا إلى الدور الذي تؤديه بعض منظمات المجتمع المدني العربية، فسنكتشف، لسوء الحظ، أنها لا تلعب بالضرورة دوراً إيجابيّاً في تحفيز قيم الديمقراطية والإصلاح في الوطن العربي. فبعض هذه المنظمات واقع في حالة تناقض فاضحة بين أقواله وأفعاله. ففي حين ينخرط في الكلام النظري عن الديمقراطية والإصلاح وخدمة النفع العام في المجتمع العربي، نجده عمليّاً يلعب دور الممثل أو الوكيل لمنظمات أجنبية، ذات أجندة لا تضمر أية نوايا حسنة تجاه الشعوب العربية. وبسبب تناقض الأفعال والأقوال أصبح الإنسان العربي العادي يثير كثيراً من الأسئلة حول بعض -وليس كل- منظمات المجتمع المدني العربية، لجهة احتمال خدمتها لأجندات خارجية. وهذا ما قلل من فاعليتها وقلص احتضانها شعبيّاً. عزيز خميّس - تونس