تساءل الدكتور عبدالله خليفة الشايجي في عنوان مقاله المنشور هنا قائلاً: "ماذا حدث للثورات العربية؟!"، وهو سؤال يشير في الواقع إلى حالة التجاذب الراهنة في بعض البلدان العربية التي عرفت خلال الأشهر الأخيرة تحولات جذرية، وكذلك بلدان أخرى ما زالت تحولاتها برسم الانتظار. وإذا أردنا الاعتراف بالحقيقة فعلينا الإشارة إلى ضرورة علاج اختلالات تلك الصورة السلبية التي يلمسها الإنسان العربي الآن في البلدان المعنية، ممثلة في حالة عدم الاستقرار وأحياناً انعدام الأمن، وارتباك الأنشطة الاقتصادية والحياتية للناس، بصفة عامة. فالتحول والتغيير ينبغي ألا يكونا على حساب المصلحة العامة، كأن يؤثرا على دورة النشاط الاقتصادي، أو يحولا، على سبيل المثال لا الحصر، دون استعادة زخم قطاعي السياحة في تونس ومصر، وهما ركيزتان من ركائز الدخل القومي في البلدين. وأخطر من هذا كله أن يتحول التغيير والتجديد السياسي إلى ذريعة لتصفية الحسابات مع الغير بزعم كون هذا الشخص أو ذاك من رموز النظام السابق. محمد عبد الحميد - عمان