يوم أمس، وتحت عنوان "العدالة السريعة...وأخطاء الربيع العربي"، قرأت مقال جاكسون ديل، وفيه أشار إلى أن العفو المؤقت قد يبدو خياراً جيداً بالمقارنة بالسجل القبيح للعدالة السريعة للطغاة. فإعدام صدام كان عاملاً من عوامل تأجيج الحرب الأهلية العراقية التي اندلعت أواخر 2006. في الحقيقة تعرضت الأوضاع في مصر على سبيل المثال لفوضى في اتهام الناس، وبات "الشارع" بمعنى مجموعة من المحتجين هم جهة الإدعاء على أشخاص يتم تصنيفهم على أنهم ضمن "النظام السابق"، ومن هنا تبدأ التهم تتطاير عليهم من كل حدب وصوب وينشغل المجتمع ليل نهار في متابعة فصول المحاكمة...من المهم أن تتجه بوصلة ما بعد التغيير نحو البناء لا الهدم، وحذار من الاستقطابات العبثية التي ستثيرها المحاكمات، والمحاكمات المفرطة، لأن مستقبل مصر لن يتحقق بالسياسات الانتقامية. سامي منير- القاهرة