المليارات التي بدأت تنهال من الغرب على البلدان العربية التي شهدت تحولات جذرية خلال الآونة الأخيرة، ينظر إليها البعض كثمار حلت بعد جفاف أصاب هذه البلاد جراء فساد أنظمة الحكم. هذه المليارات القادمة من الغرب لم تأت من قبيل الصدفة، ولا نتيجة حسن نية المانحين، ولا من قبيل المساعدة مهما اختلف تشدق هؤلاء الثمانية أو غيرهم، بل على العكس أنه يضر بالمصلحة الوطنية. فهذه القروض مرتبطة بشروط معينة تخدم سياسة هؤلاء المقرضين، ناهيك أن هذه الدول هي حليفة لإسرائيل، وهي تسعى في المقام الأول للحد من الثورات العربية عن طريق مراقبة صرف هذه المليارات وطريقة التصرف بها...ناهيك أن ما يصل من قيمة هذه القروض في النهاية، لا يتجاوز بضع ملايين فقط أو نسبة ضئيلة جداً... ثم ربط هذه الدول الذي ناضلت من أجل التغيير ارتباطاً وثيقاً بسياسة هذه الدول الاستعمارية عن طريق التنازلات مقابل هذه المليارات التي تصرف، أما مباشرة من تلك الدول، حيث أنها تعمل بشتى الوسائل من أجل تعطيل المنطقة، ووقف حالها. المليارات ليست بديلًا لدم الشهداء، والتضحيات العظيمة هي الطريق إلى الحرية، التي ينشدها أبناء الوطن العربي. هاني سعيد-أبوظبي