"الثماني" تركب موجة "الربيع العربي"... ومستقبل اليمن يدخل مرحلة الأسئلة! اتفاق قمة مجموعة الثماني على دعم "الربيع العربي"، وتصاعد الأزمة السياسية في اليمن، واعتقال الجنرال الصربي راتكو ملاديتش... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "الثماني" والربيع العربي اعتبرت افتتاحية لصحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية أن قادة مجموعة الثماني أظهروا خلال قمتهم بمدينة "دوفيل" الفرنسية في وقت سابق من هذا الأسبوع قدراً كبيراً من التبصر، في إشارة إلى اتفاقهم على تخصيص حزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار من أجل مساعدة الديمقراطيات الفتية التي انبثقت عما بات يعرف بالربيع العربي. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن قادة المجموعة أظهروا "قدرتهم الفريدة" على التحرك بحسم، حيث تزعموا دعم الربيع العربي بمخططات طموحة حتى إن لم ترق إلى مستوى مخطط مارشال خاص بالشرق الأوسط، فإنها يفترض أن تساهم، على كل حال، بمساهمة فعالة في دعم المسألة الديمقراطية. وحسب الصحيفة، فإن المقارنات بين التحولات التي شهدتها أوروبا الشرقية قبل 20 عاماً والربيع العربي صائبة وفي محلها؛ ذلك أنه من أجل تأمين تقدم ديمقراطي في تونس والقاهرة وغيرهما من عواصم إقليمية، وهزيمة التطرف، فإن هناك حاجة مماثلة لتحول مؤسساتي. وإذا أُنفقت حزمة مجموعة الثماني على الأهداف المحددة لها ولم تتخللها فضائح فساد، فإنها يفترض أن توفر الوسائل التي تتيح تحقيق الأهداف الأساسية المرجوة من ورائها. إلى ذلك، تقول الصحيفة إن مجموعة الثماني تتمتع بسمات فريدة ولكنها ترى في الوقت نفسه أن هذه القرارات -على أهميتها بالنسبة لتحفيز الديمقراطية في العالم العربي- كانت ستكتسب بعداً إضافيّاً لو أنها اتخذت في إطار منتدى مجموعة "العشرين" الأكبر التي تضم الصين والهند والبرازيل. أسئلة الحالة اليمنية صحيفة "ذا هيندو" الهندية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على الوضع المتأزم في اليمن والتجاذبات المستمرة هناك بين نظام صالح والمعارضة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن المشاكل التي يواجهها اليمنيون تلقي بظلالها على المنطقة برمتها، ذلك أن ثمة بلدانا ًأخرى ينتابها قلق وتوتر شديدان بسبب وجود "القاعدة في الجزيرة العربية" في اليمن، وبسبب إمكانية توسعها وامتدادها خلال أي اضطرابات قد تعقب تغيراً هناك. على أن هذا القلق تشترك فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضاً على رغم أن "القاعدة في جزيرة العرب" لم تعد مثلما كانت من قبل قوة خطيرة في اليمن. وفي هذه الأثناء، تقول الصحيفة إن مجموعة الثماني اقتنعت على ما يبدو بضرورة توفير 40 مليار دولار دعماً لتلك الدول الواقعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي اتخذت إصلاحات ردّاً على الاحتجاجات المستمرة في المطالبة بالديمقراطية، ولكن جديد في الواقع بالنسبة لليمن؛ ذلك أن معظم المال كان قد تم تخصيصه في وقت سابق، لتونس ومصر بالأساس. اعتقال طال انتظاره ضمن عددها لأول أمس الخميس، علقت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية على اعتقال السلطات الصربية خلال الأسبوع الماضي للجنرال الصربي راتكو ملاديتش، المتهم بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، معتبرة أن اعتقاله، وإن جاء متأخراً، يمثل انتصاراً للعدالة وتذكيراً قويّاً للأشخاص الذين قد يفكرون في ارتكاب فظاعات وجرائم مماثلة بأن يد العدالة ستطالهم إن عاجلًا أو آجلًا، وأنهم سيكونون مجبرين على العيش في خوف دائم من المطاردة والمحاسبة عما اقترفته أيديهم. والجنرال ملاديتش هذا هو الذي قاد القوات العسكرية لصرب البوسنة خلال تفكك يوغسلافيا السابقة في التسعينيات؛ وارتكب مذبحة سبرينيتشا في يوليو 1995، حيث قامت قواته بقتل 8 آلاف رجل وفتى بدم بارد ودفنت جثثهم في مقابر جماعية في ما اعتبر أكبر مجزرة تعرفها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول الصحيفة إن المحكمة الدولية قامت بعمل جيد من خلال حرصها على تحقيق العدالة لكل ضحايا حروب يوغسلافيا الدموية، معتبرة في الوقت نفسه أنه من المقلق أن ما يسمى بالمجتمعات المتحضرة يمكن أن تنحدر إلى هذا المستوى من العنف والفوضى بهذه السرعة. انفتاح أميركي محيِّر صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الخميس أن الرسائل الصادرة عن سياسيين أميركيين في واشنطن حول العلاقات الأميركية الصينية تميل إلى أن تكون مزدوجة ومحيرة، مضيفة أن إلقاء نظرة على تطورات وقعت الأسبوع الماضي يعزز هذا الاعتقاد. ففي 25 من مايو الماضي، قام مجلس النواب الأميركي بتوسيع نوع الشركات الصينية الممنوعة من الحصول على عقود من "البنتاجون". وبعد يوم واحد على ذلك، لم يتوان وزير التجارة "جاري لوك" في انتقاد الوصول إلى السوق الصينية ورفعها البطيء لقيمة "اليوان". ثم في يوم الثلاثاء الماضي، عمد "كرت كامبل"، الدبلوماسي المكلف بشرق آسيا في وزارة الخارجية الأميركية، إلى التقليل من شأن خلافات واشنطن وبكين قائلاً إن الولايات المتحدة ترغب في تعميق العلاقات مع الصين في جنوب شرق آسيا وخاصة خلال هذا العام. وعلى هذه الخلفية، تقول الصحيفة إنه من الصعب معرفة ما إن كانت واشنطن ترغب في التعاون مع بكين أو في أن تعاملها كخصم. وحذرت من أنه إذا كانت العلاقات الصينية الأميركية قد حافظت على زخم جيد عموماً منذ بداية العام، إلا أن الإشارة بأصابع الاتهام وممارسة التمييز ضد الشركات الصينية يمكن أن يؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين، مضيفة أن على البلدين أن يحافظا على هذا الزخم المرغوب فيه ويتجنبا أية خطوات غير موفقة يمكن أن تفضي إلى فتور في العلاقات بين البلدين مرة أخرى. وعن حرمان الشركات الصينية من التنافس على عقود "البنتاجون"، قالت الصحيفة إن مثل هذا التمييز ضد الصين، تحت ذريعة الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة والأمن القومي، يتنافى مع انفتاح الأسواق الأميركية المزعوم ويكشف عن أسلوب تفكير مَن يعملون في الولايات المتحدة على تصوير نمو الصين على أنه تهديد، وليس باعتباره فرصة لتعاون أكبر بين الجانبين. إعداد: محمد وقيف