تساءل عنوان مقال الكاتب عبدالوهاب بدرخان: "اعتقال ملاديتش الإسرائيلي متى؟"، وهو سؤال ينبغي أن تكون الإجابة عليه برسم القوى الدولية الكبرى التي يبدي ساستها الحماس الشديد، وأحياناً حتى الفائض عن الحد المطلوب، عندما يتعلق الأمر بمتهمين بارتكاب تعديات على حقوق الإنسان في العالم الثالث، ولكنهم لا يحركون ساكناً كلما تعلق الأمر بجرائم القادة الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطيني، وغيره من الشعوب العربية، وكأن إسرائيل والإسرائيليين فوق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني. ولعل أول من ينبغي مساءلته عن هذا الاستثناء الفاضح وازدواجية المعايير الصارخة هو مدعي عام محكمة الجنايات الدولية أوكامبو، هذا الرجل الذي صدع رأس العالم بتوجيه التهم لبعض الساسة في أفريقيا والوطن العربي، والذي لا ينبس ببنت شفة واحدة في مواجهة جرائم إسرائيل، مع أن بعض جرائمها لا يحتاج إلى أدنى دليل لأن العالم كله يشهد عليه، وقد نقلته الفضائيات بالصوت والصورة وفي وقته الواقعي أثناء العدوان على غزة ولبنان وسواهما. أيمن عبد الحميد - عمان