Foreign Affairs حافة الحرب وصيف "القاعدة" اشتمل العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن مجلس "العلاقات الخارجية الأميركي" على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان "السودان على الحافة" يرى "أندرو إس. ناتسيوس" المبعوث الأميركي الخاص السابق للسودان أن القتال الذي اندلع في منطقة أبيي الغنية بالنفط في السودان يهدد السلام الهش السائد هناك منذ تصويت الجنوب على الانفصال في شهر يناير الماضي، وهو ما يستدعي تدخلاً فاعلًا من جانب الولايات المتحدة على وجه الخصوص للحيلولة دون تفاقم الأوضاع واندلاع حرب أهلية كاملة المواصفات بين الجانبين وخاصة أن الولايات المتحدة تمتلك أوراقاً تمكنها من ممارسة الضغط على الخرطوم التي تصر على بقاء قواتها في المناطق التي احتلتها، ومن هذه الأوراق ورقة الوعد بتطبيع العلاقات مع السودان وهي جزرة قدمتها لحكومة الخرطوم حتى توافق على انفصال الجنوب. ويقترح المؤلف في هذا السياق أيضاً تخصيص هيئة مستقلة تابعة لها تكون مهمتها استلام عوائد نفط منطقة أبيي مع تزويد قوات حفظ السلام الموجودة هناك بالمزيد مما يمكنها من التدخل بفعالية عند حدوث أي توتر في الإقليم. وتحت عنوان "ربيع القاعدة القاحل" كتب "دانييل بايمان" أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون يقول إن تنظيم "القاعدة" قد تعرض لعدة ضربات قاصمة هذا الربيع، الضربة الأولى جاءت من الانتفاضات وحركات الاحتجاج التي شكلت في مجموعها ما أصبح يطلق عليه في الأدبيات السياسية "الربيع العربي" حيث أثبتت تلك الاحتجاجات أن الشعوب قادرة على محاربة الولايات المتحدة، وإسقاط الأنظمة المستبدة بطرق سلمية ودونما حاجة إلى اللجوء إلى العنف الدموي الذي اعتمد عليه تنظيم "القاعدة" في تنفيذ عملياته. أما الضربة الثانية والقاصمة فكانت قتل زعيم التنظيم بن لادن نفسه في عملية خاطفة على مخبئه في مدينة آبوت آباد الباكستانية. وهاتان الضربتان في نظر الكاتب كفيلتان بإفقاد التنظيم توازنه وهو ما دعاه لحث الولايات المتحدة على استغلال هذه الفرصة وتكثيف ضغطها على التنظيم خلال هذه الفترة التي يمر فيها بمرحلة من فراغ القيادة والارتباك الذي يجعل همّ أعضائه الأول هو الفرار والبحث عن ملاذ، وليست هناك ظروف أفضل من هذه لتوجيه المزيد من الضربات القاصمة لذلك التنظيم الدموي. لوموند ديبلوماتيك: الإصلاح والتغيير خصصت "لوموند ديبلوماتيك" افتتاحية لعددها الأخير تحت عنوان: "الإصلاح أم التغيير؟" لتميز مفهوميّاً بين معاني «مفردة "الإصلاح" كوعدٍ أو كبرنامجٍ لوقف أو تهدئة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلدان العربيّة. وفي المقابل، يواجهها المتظاهرون بمفردات "التغيير" أو "الإسقاط". وهذه التعابير، وأخرى غيرها تُرفع هنا وهناك، لها دلالاتها في الأفق الاجتماعي السياسي، وتتطوّر مع تطوّر ديناميّة النهضة العربية الجديدة وفي المواجهة مع بعض الأنظمة القائمة". كما اشتمل العدد أيضاً على مقال آخر تحت عنوان "ربيع الياسمين في إقليم كردستان العراق" الذي أكد كاتبه رستم محمود أن تحولات "تونس ومصر انتقلت أيضاً إلى كردستان العراق. وهناك أيضاً استخدم الرصاص الحيّ ضدّ المتظاهرين الذين ينادون بالتغيير". وفي بداية مقال بعنوان "تأجيل الثورة في تونس" يقول الكاتب جان بيار سيريني: "ها قد انقضت أربعة أشهر والتونسيّون يتأرجحون بين الثورة والانتخابات. وقد أعقبت حميّة يناير برودة ترقّب قلق في الربيع" ليرصد في مقاله أبرز تجاذبات تونس التحول في الوقت الراهن، وكذلك حجم التحديات التي تواجهها في المديين القريب والمتوسط. ومن جانبه تساءل الكاتب جوناثان كون في عنوان مقال بذات العدد: "ماذا يعني تراجع جولدستون عن تقريره؟" مؤكداً أن الرجل "فعل ذلك بطريقةٍ سيّئة لا تؤدّي سوى إلى زرع شكوك حول دوافعه؟ وأصدقاء جولدستون، مثل الكثير من أعدائه، يرون أنّه رضخ لضغوطٍ لا هوادة فيها خلال الـ18 شهراً، التي شهدت حتّى بعض أفرادٍ من عائلته ينبذونه. وكان قد تلقّى تهديداً في العام الماضي من قادة يهود في جنوب أفريقيا". وفي العدد نصادف أيضاً عناوين من قبيل "تركيا تهجم على أفريقيا" و"قناة الجزيرة، كساحة سياسية بديلة" و"عندما يصوّت الشعب الإيسلندي ضدّ المصارف" هذا إضافة إلى مقالات وأبواب أخرى عديدة.