من زاوية الهدف الأوروبي متمثلاً في الدستور الذي تم إلغاؤه قبل عدة أعوام، يمكن أن نتفق مع ويليام فاف فيما ذهب إليه ضمن مقاله الأخير من أن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فاشلة تماماً، بل لا وجود أصلاً لمثل هذه السياسة، وإنما توجد سياسات مختلفة لسبع وعشرين دولة عضواً في الاتحاد. لكن من منظور اتفاقية كوبنهاجن التي حلت محل الدستور الموحد، ووضعت لنفسها أهدافاً أقل طموحاً من الدستور، فإن ما يجري حالياً على صعيد الاتحاد الأوروبي من تقارب في المواقف الخارجية لدوله، لاسيما في الموضوع الليبي الذي دلل به الكاتب واعتبره المحك الكاشف لحقيقة التنافر والاختلاف... فإنه يمكننا القول بوجود سياسات أوروبية متقاربة جداً في أهدافها، ومتحالفة في مصالحها. وليس أدل على ذلك من الزيارة التي قامت بها مؤخراً منسقة السياسة الخارجية للاتحاد إلى بنغازي، حيث كانت تعبر عن مواقف جميع الدول الأعضاء وليس فقط فرنسا وبريطانيا المشتركتين في الحملة الجوية ضد نظام القذافي. تامر علي -أبوظبي