أعجبني مقال الدكتور حسن حنفي، "مصر بين عهدين"، والذي أبرز فيه لحظتين في غاية الأهمية من التاريخ المصري الحديث والمعاصر، ألا وهما اللحظة الليبرالية التي أنتجت دستوراً وحياة حزبية وسياسية نشطة، وحملت آمالاً غير قليلة في اللحاق بركب الدول المتطورة. أما اللحظة الثانية فهي ثورة 23 يوليو التي أطلقت صيحتها المعروفة: "أيها المصري ارفع رأسك"، وأطلقت معها جملة كبيرة من المشروعات العظيمة، لاسيما في مجال الإصلاح الزراعي، والتصنيع العسكري، وتمكين الطبقات الفقيرة، وتعميم التعليم والصحة، وتطوير البنية التحتية. وكانت مصر قاطرة أفريقيا وآسيا والقطب القوي في العالم الإسلامي وفي حركة عدم الانحياز، فضلاً عن قيادتها اليقظة القومية العربية. وأعتقد أن الحركة الوطنية في مصر حالياً، وفي إطار التغيير الذي فرضته وتفرضه احتجاجات فبراير الماضي، تستحضر تينك اللحظتين استحضاراً واعياً، كعلامتين للاهتداء وتحديد البوصلة المستقبلية لمصر، بعد أن غامت الرؤية وضاع الاتجاه واضطرب الهدف... لسنين طويلة يعتبرها الكثيرون من أبناء مصر سنين ضائعة من حياتهم وحياتها. بهاء عبدالله -القاهرة