زيادة على ما ورد في مقال: "النهضة والعامل الخارجي" للكاتب محمد الباهلي سأشير إلى ما أعتبره أبعاداً مزدوجة لدور الخارج، وتحديداً الغرب، في مشروع النهضة العربية المتعثر حتى الآن، وهي جوانب كانت للمفارقة محفزة على النهضة ومعيقة لها في الوقت نفسه، وسواء بسواء. ففي البداية شكلت الحملة النابليونية على مصر في نهاية القرن الثامن عشر المحفز الأول الذي دفع العرب للسعي لتحقيق مشروع نهضوي في مقابل الغرب الطامح المتوثب، وهنا مثل مشروع محمد علي في مصر وما تلاه من تحولات في العقلية العربية طيلة القرن التاسع عشر بداية عصر النهضة العربية المعاصرة. ولكن ما أن مر عقدان من القرن العشرين حتى تدخل الغرب الاستعماري وأجهض مشروع النهضة العربية باحتلاله للبلدان العربية، وتقسيمها، وقبل ذلك بالتآمر على مشروع محمد علي وإفشاله. ومنذ ذلك التاريخ والغرب يلعب دوراً معيقاً لمشروعات النهضة العربية، سواء بالاستعمار المباشر، أو بغرس الكيان الإسرائيلي في المنطقة لمشاغلتها بالحروب والصراعات عن النهضة والتنمية. أيمن عمار - الرياض