أعتقد أن ترودي روبين في مقالها المنشور هنا يوم الخميس الماضي، "أفغانستان... علامات التقدم ودواعي الحذر"، أظهرت أهمية فضيلة التوازن خلال التناول التحليلي للوضع الأميركي في أفغانستان، إذ تحدثت عن تقدم تحققه القوات الأميركية هناك، لاسيما في منطقة قندهار التي كانت شبه خاضعة لسيطرة قوات "طالبان" قبل عام من الآن، لكنهم غادروها بعد زيادة عدد القوات التي أقرتها الإدارة الأميركية. بيد أن الكتابة أشارت أيضاً إلى مخاطر لا تزال تكتنف ذلك التقدم وتظهر محددويته من حين لآخر. إنها إذن لم تقع في فخ التهويل الذين كثيراً ما يتحدث أصحابه عن هزيمة أميركية في أفغانستان، رغم أن الحرب لا تزال قائمة، كما تحاشت محظور التهوين الذي يبالغ في إطراء العسكرية الأميركية مقللًا من شأن التحديات، كما لو أن الحرب قد حسمت نهائياً لمصلحة الأميركيين! جميل عوض -أبوظبي