تحذير! من الأهمية بمكان ألا نوجد صلات. فعندما ترى صور الدمار التي التقطت هذا الأسبوع من مدينة "جوبلن" الصغيرة بولاية ميسوري .. يجب عليك ألا تتساءل: هل هناك صلة بين ذلك الإعصار و بين الإعصار الذي ضرب مدينة توكالوزا في ولاية ألاباما منذ ثلاثة أسابيع.. أو الإعصار الهائل الذي وقع قبل ذلك بأسبوعين (وهي الأعاصير التي جعلت من شهر أبريل الماضي أكثر الشهور التي تشهد نشاطاً إعصارياً في تاريخ الولايات المتحدة)، لأن الإجابة التي قد تسمعها ربما تكون هي: لا إن ذلك لا يعني شيئاً. بل وقد نجد من يقول لك إنه الأفضل النظر إلى كل إعصار من تلك الأعاصير على أنه شيء منعزل، وخفي، و لا يمكن التنبؤ به. وأنه ليس من الحكمة الربط في ذهنك ما بينه وبين الحرائق التي اندلعت في أنحاء مختلفة من ولاية تكساس - وهي الحرائق التي دمرت أشياء في أميركا هذا العام تفوق ما دمره أي حريق كبير حدث في السنوات السابقة لأن تكساس والأجزاء المجاورة لها من ولاية أوكلاهوما، ونيوميكسيكو قد أصبحت أكثر جفافاً مما كانت عليه من قبل - وأن الجفاف بها قد أصبح أسوأ بكثير من منطقة مشهورة بجفافها الشديد مثل "داست باول". نعم قد تجد من يقول لك لا تتساءل عما إذا كانت هناك صلة بين هذه الأشياء كلها. أما إذا اخترت التساؤل فعليك أن تتساءل أيضاً عما إذا كان من الممكن على نحو ما الربط بين سقوط الثلج، الذي تم بمعدل قياسي في شتاء هذا العام، والأمطار التي سقطت بمعدلات قياسية في ولايات الغرب الأوسط، مما أدى إلى فيضان هائل (قياسي هو الآخر) في نهر المسيسيبي. فعندما تتساءل قد تجد أفكارك تحلق وتتذكر بغتة أن هناك شيئاً اسمه التغير المناخي، وتتذكر أيضاً ما ظل علماء المناخ يتنبأون به لسنوات وهو أن استمرار البشر في غمر الجو بالكربون سوف يؤدي إلى تعرض العديد من المناطق في العالم للجفاف، وتعرض مناطق أخرى للفيضانات والسيول لأن الهواء الساخن يحمل من بخار الماء أكثر مما يحمله الهواء البارد. من السهل بالطبع أن يطمأن المرء نفسه من خلال ترديد العبارة التالية على مسامعه"ليس هناك ظاهرة جوية واحدة يمكن ربطها ربطاً مباشراً بالتغير المناخي".. على أساس أن الأعاصير والفيضانات والسيول كانت موجودة من قبل، وقبل أن يتلوث الجو بثاني أكسيد الكربون. ولكن من يحاول أن يريح نفسه بمثل هذه الحجة عليه ألا ينسى أن يسأل نفسه أيضاً: ما هو السبب في حدوث كل تلك الظواهر من أعاصير وسيول وحرائق على فترات زمنية متقاربة ومتتالية؟.. ولماذا حدثت تلك الفيضانات الرهيبة غير المسبوقة في استراليا، ونيوزيلاندا وباكستان خلال عام واحد فقط، على الرغم من أن ذلك لم يحدث في الماضي على هذا النحو؟.. وعليه أن يسأل نفسه أيضا ما هو السبب الذي أدى إلى ذوبان ثلوج القطب الشمالي للمرة الأولى منذ آلاف السنين؟ وعليه أن يسأل نفسه ما معنى أن تتعرض غابات الأمازون لأسوأ جفاف تتعرض له خلال 200 عام، وأن يحدث ذلك الجفاف مرتين خلال خمسة أعوام فقط.. وما هو السبب الذي أدى إلى زوال غابات الصنوبر في الأجزاء الغربية من هذه القارة بسبب خنفساء خلال العقد الأخير. كما يمكنه أيضاً أن يسأل أسئلة من نوع آخر مثل: هل اتخذ أوباما فعلًا قراراً بفتح أجزاء واسعة من ولاية "وايومنج" أمام نشاط مناجم فحم جديدة؟.. وهل لدينا في الولايات المتحدة مشكلة أكثر من أن يصل سعر جالون الجازولين إلى 4دولارات؟ من الأفضل لمن أراد أن يريح نفسه من الأسئلة، أن ينضم إلى أعضاء مجلس النواب الأميركي الذي صوت بأغلبية 240 صوتاً مقابل 184 كي يهزم قراراً يقول ببساطة" إن التغير المناخي أمر حقيقي ويحدث بالفعل وأن السبب فيه لحد كبير هو الأنشطة الإنسانية، وأنه يمثل خطراً على الصحة العامة وعلى رفاه البشر". وقد يقوم أحدنا بمراجعة معلوماته في الفيزياء لمعرفة الإجابة على تلك الأسئلة ولكن عليه أن يتجاهل الفيزياء تماماً.. ويسأل نفسه بدلا من ذلك عما إذا كان هناك نوع من الصلة بين إخفاق موسم زراعة القمح في روسيا بسبب موجة الحر غير المسبوقة التي ضربتها في الصيف الماضي، وبين فشل موسم زراعة القمح في "كوينز لاند" بسبب الفيضان غير المسبوق الذي حدث هناك، وكذلك بين فشل المواسم الزراعية الحالية في ألمانيا وفرنسا وبين جفاف محصول القمح في تكساس، وعدم قدرة المزارعين في ولايات الغرب الأوسط على زراعة الذرة في حقولهم المشبعة بالماء، والارتفاع القياسي في أسعار المحاصيل.. وهل هو شيء غير طبيعي أم أنه نتيجة لشيء يحدث على نحو مستمر ومنظم( التغير المناخي). من المهم أن تظل هادئ الأعصاب، أما إذا انتابك الضيق بسبب اي ظاهرة من تلك الظواهر فقد تنسى كيف أنه من الأهمية بمكان ألا تحاول التشويش على الأرباح القياسية التي حققتها الشركات التي تتعامل في أنواع الوقود الأحفوري. وإذا انطبقت السماء على الأرض وحدث أسوأ ما يمكن للمرء توقعه، فإن الشيء المطمئن في هذه الحالة هو أن تتذكر ما قالته غرفة التجارة والصناعية الأميركية لوكالة حماية البيئة في الملفات الأخيرة التي رفعتها إليها، وهو أنه ليست هناك حاجة للقلق" لأن السكان يمكن أن يتعودوا على الأجواء الأكثر حرارة من خلال سلسلة من عمليات التكيف السلوكي والفيسيولوجي والتكنولوجي"...وأنا متأكد تماماً أن هذا هو ما يقوله سكان مدينة جوبلن لأنفسهم في الوقت الراهن. بيل ماك كيبين مؤسس حملة المناخ العالمي وأستاذ بكلية ميدلبيري بولاية فيرمونت ينشر بترتيب خاص مع خدمة"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"