التلاحم المجتمعي في الدولة جزء مهم من منظومة الأمن الاجتماعي والاستقرار النفسي لكل المواطنين، وهذه المسألة الاجتماعية هي التي يتم من خلالها تقوية البناء الاجتماعي كنسق لابد من دعمه بكل الوسائل المتاحة حتى يحافظ المجتمع على الاستمرار في عطائه واستكمال جميع مشروعاته المستقبلية. وأي هاجس يحول دون ذلك، فإن على كل أفراد المجتمع الوقوف صفاً واحداً ضده، من منطلق أن التنمية المستدامة قرينة للأمن والأمان خاصة في ظل ما نشاهده من أحداث بدأت تناوش بعض المجتمعات العربية للإخلال بهذه المعادلة التي تحافظ على السلم الاجتماعي والدرع الواقي لأي حراك لا يخدم مشروع النماء والاستدامة فيه. نراقب من حولنا تفاصيل ما يدور في بعض المجتمعات التي دبَّ فيها التحول لا تعرف مصيره حتى اللحظة، فما يجب أن نقوم به هو تلبية نداء الوطن للسعي نحو مزيد من جرعات الالتحام والوئام بين القيادة الرشيدة وجميع أفراد الشعب، بحيث لا يجد البعض مسرباً يمرر به أجندة غريبة لا تمت إلى حقيقة المواطنة بصلة، فكل رصيد هذا البعض هو انتهاز موجة التغيير في العالم العربي وركوبها لعل وعسى أن ينال غرضاً ما ويحقق هدفاً ليست له علاقة بكل ما يحصل هناك، وجر كل ذلك إلى مجتمعنا الآمن خطأ لا ينبغي السماح بتمريره. إن الأجندة الوطنية هي المعتمد في تحركات الأفراد وسكناتهم في أروقة المجتمع وبغيرها يعرض البعض هذا الخط الواضح إلى الخطر الذي تكاليف دفعه باهظة لأنها تأخذ من هذا البناء الصلب منذ عقود وليس هذا وقت المساومات الرخيصة التي يراد جعل الوطن الآمن طرفاً فيها وهو ليس في هذا الوضع حتى يخوض في ذلك. إن نقل هواجس الشؤون الداخلية لبعض الدول إلى الساحة المحلية ليس مبرراً البتة، لأننا لم نكن يوماً في قلب تلك الحالة التي يمر بها بعض المجتمعات العربية، ولذا فمن باب أولى أن يقوم هذا البعض بسد الباب الذي لا يأتي منه إلا الحراك السلبي مقارنة بما نحن عليه من حالة الاستقرار التي بنيت بسواعد وعرق القادة البررة لكل ما هو في صالح هذا الوطن الغالي. لابد لنا من وضع ما يجري من تغييرات في العالم العربي تحت المجهر، حتى لا تمر أحداثه علينا بصورة سلبية، والقبول بما يتم هناك على علاته هو جزء من علة البعض الذي يريد أن يجر الأرجل إلى تلك المرحلة من الأوضاع التي لم تثمر عن وجه إيجابي حتى حين. الأهم من كل ما نراه من حولنا التفكر مليّاً في كيفية دعم المزيد من الخطط وابتكار الكثير من الأفكار والمقترحات الإيجابية للحفاظ على اللحمة الوطنية التي تحمي الجميع من سلبيات أي تغيير لا يصب في مصلحة الأجندة الوطنية التي تقينا شرور الزمان مهما كانت التحديات، فبالتركيز على التلاحم المجتمعي من أجل صون الوطن ومكتسباته من التعرض لأي نفحة فكرية بعيدة عن الرشد والحكمة والعقلانية، هو الذي يساهم في المضي بكل ما تم التخطيط له وفق استراتيجية مرسومة خطواتها بكل دقة ورويّة. فالعبث الذي يريد بعض الأفراد نشره في وسط هذا المحيط المتناغم، قد ضل طريقه إلى الصواب وخاصة عندما انتبه الجميع لما كان يراد من وراء تلك الدعوات التي رفضتها القيادة والشعب في آن واحد، وهذه الوقفة الوطنية الشاملة هي التي ستقف سدّاً منيعاً ضد أي فرد يريد الإخلال بهذا التلاحم المجتمعي.