The Atlantic معايير كولونيالية وخُطب فاشلة اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic التي تصدر عشر مرات سنوياً عن مجموعة "اتلانتيك مونثلي جروب"، ومقرها بوسطن، على العديد من الموضوعات الهامة. فتحت عنوان "من يجب أن يقود صندوق النقد الدولي؟"، يرى الكاتب أن الأنباء المتواترة التي تتوقع أن تكون وزيرة الاقتصاد والمالية الفرنسية "كريستين لاجارد" هي الرئيسة القادمة لصندوق النقد الدولي خلفاً لمواطنها شتراوس، سوف تعني استمرار تقليد اتُّفق عليه منذ إنشاء الصندوق في منتصف أربعينيات القرن الماضي، وهو أن رئيسه يجب أن يكون أوروبياً، وهو تقليد يصفه الكاتب بأنه كولونيالي، وأن اختيار رئيس للصندوق يجب أن يتم من خلال عملية شفافة، وآليات ترشيح وانتخاب واضحة، وبناء على معايير الكفاءة والاستحقاق وحدها، وبما يعكس حقائق القوة الاقتصادية العالمية، خصوصاً بعد صعود العديد من القوى الجديدة الناهضة. وتحت عنوان كيف أدت خُطب أوباما الأخيرة إلى تعقيد السياسة الخارجية الأميركية، كتب "ميكي إدواردز" يقول إن أوباما فشل في توظيف آلية الخطابة السياسية في خدمة أهداف السياسة الخارجية الأميركية، وإن ذلك بدا بشكل جلي في استخدامه هذه الآلية في التفاعل مع أحداث وتطورات ما يعرف بالربيع العربي. فبالنسبة للحالة المصرية أصر أوباما في خطبه على أن ليس كافياً أن يرحل مبارك قريباً، وإنما يجب أن يرحل على الفور والآن، وهو ما حدث حيث رحل الرئيس المصري السابق تاركاً وراءه فراغاً يمكن أن تملأه قوى مناوئة للولايات المتحدة. وفي الحالة الليبية، وحتى التاريخ الذي تدخل فيه الأميركيون فعلياً في الصراع، لم يُدلِ أوباما بخطاب واحد يقول فيه إن القذافي يجب أن يرحل فوراً أو حتى قريباً، رغم أن هذا تحديداً هو الشيء الذي يمكن أن يضع نهاية للتطورات المأساوية في ذلك البلد. وفي الصراع العربي الإسرائيلي قال أوباما إن الحل يجب أن يكون على أساس العودة لحدود 1967، ثم عاد وابتلع تصريحاته بعد اعتراض الإسرائيليين! "نزوى": التاريخانية والفهم البشري في دراسة حوال "التاريخانية وأثر الفراشة"، يتطرق علي الرواحي للتاريخانية كمنهجية في رؤية المسار المستقبلي الذي تقوم عليه الحركة التاريخية، ذلك أن النزعة التاريخانية تقوم على «الحتمية التاريخية» التي تسيّر الأحداث البشرية، وهي في عمقها تتسم ببُعد إيماني، رغم الطابع العلمي لها. كما يتطرق إلى الجانب الآخر من الرؤية التاريخية في نظرية «أثر الفراشة»، حيث تذهب هذه الأخيرة إلى رؤية مغايرة لنزعة المسار المستقبلي. ويخلص الكاتب إلى أن التاريخانية كرؤية إيمانية منصبة على التاريخ والمستقبل قد ساندتها الكثير من الكشوفات والمسارات العلمية، في فترة معينة، ثم ما لبثت أن تغير بها مسار الرؤية الميكانيكية للوجود لتستبدلها بعدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل، رغم إيمانها بوجود خيط ضمني رفيع يحرك أحداث التاريخ. وفي دراسة أخرى تحت عنوان "تاريخية الفهم البشري وتساؤلات الواقع المتجدد"، يلقي علي آل طالب الضوء على المسار النقدي للفهم البشري باعتباره واقعاً في المنطقة الباردة من التجاذب المعرفي والفلسفي إزاء النص الديني، وهو مسار يتسم باليسر والسهولة أكثر من الخوض فيما هو أعلى منه رتبة؛ أي فكرة «تاريخية النص الديني» والتي لا يزال النقاش حولها غير محسوم؛ أسوة بمفاصل عديدة يظل التفكير معها في لهاث متواصل للبحث عن كنوز الحقيقة. ويعتقد الكاتب أن الأمر يستدعي التفريق بين "النص الديني" و"الفهم البشري" لذلك النص، ليس في المعالجات أو الأمور الطارئة التي يفرضها الواقع المتغير فحسب، بل في بدايات التأسيس للنقد المعرفي كنقطة انطلاق ماراثونية بين الإنسان والوجود. بمعنى أن الجهد البشري على مر التاريخ لا يمكن مناقشته بمنأى عن الواقع أو البيئة أو حتى الظرف الذاتي والاجتماعي للإنسان نفسه.