قرأتُ مقال الكاتب أحمد المنصوري: "شعوب تستهلك" وأتفق معه في معظم ما ذكر وخاصة فيما يتعلق بضرورة تغيير عقلية الاستهلاك المعششة في العديد من مجتمعاتنا العربية. فإذا كانت المجتمعات الغربية تستهلك بنهم مختلف أنواع الكماليات والضروريات، وبذات الشهية، فما ذلك إلا لأن الغربيين هم من أنتجوا ما يستهلكون، وبالتالي قل أن يحتاجوا استيراد شيء من الخارج إلا إذا كان في شكل مواد أولية. أما نحن فلا نكاد ننتج شيئاً مما نستهلك من منتجات صناعية، وهذا ما يفرض علينا ترشيد الإنفاق، والاقتصار على الضروريات إن أمكن، لأن مشروعات التنمية في بلداننا في حاجة إلى كل "سنت" نصرفه في السوق الدولية. هذا طبعاً دون إغفال حقيقة أن أجدادنا القدامى كانوا يعتمدون على أنفسهم وعلى الموارد الشحيحة المتاحة لهم، ومع ذلك كانوا يعيشون في حالة اكتفاء وتوافق مع الذات ومع الموارد المتاحة. وعلى العموم فإننا، نحن أبناء هذا الجيل خاصة، في حاجة ماسة إلى تقويم الكثير من العادات الطارئة على ثقافتنا الاستهلاكية، كما أن علينا أن نخشوشن، استعداداً لتحديات الغد، لأن النعم لا تدوم. جمعة الزهراني - جدة