مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، بابتعاث 600 من الطلبة المتفوّقين في الصفين العاشر والحادي عشر في مدارس أبوظبي والعين والغربية للدراسة في الخارج، تجسّد بوضوح عمق الاهتمام الذي توليه الدولة للطلبة المتفوّقين والموهوبين، وتوفير أوجه الرعاية اللازمة لهم، وتأهيلهم للانضمام إلى مرحلة التعليم الجامعي، ومواصلة تفوّقهم الدراسي فيها. فهذه المكرمة التي بدأ "مجلس أبوظبي للتعليم"، مؤخراً، في اعتماد أسماء الطلاب الذين سيحصلون عليها للعام الجاري، تقوم في الأساس على توفير فرص التدريب العمليّ، واكتساب مهارات قيادية في عدد من المؤسسات العالمية المرموقة في كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا خلال العطلة الصيفيّة، في الفترة من 30 يونيو إلى 30 يوليو 2011. هذه المكرمة السنويّة التي تتزايد أعداد المستفيدين منها كل عام من طلابنا المتفوقين، إذ كان عدد الطلاب حينما بدأت قبل خمسة أعوام 60، ووصل الآن إلى 600، تتسق مع السياسة العامة للدولة، وجوهر الاستراتيجية العامة لـ"مجلس أبوظبي للتعليم"، الذي جعل على رأس أولوياته رعاية المتميّزين والمتفوّقين من الطلاب، وتشجيعهم، والاهتمام بهم منذ المراحل الدراسية الأولى حتى تخرّجهم من الجامعات والمعاهد العليا، باعتبار أنهم ثروة وطنيّة، وأن رعايتهم واجب وطني، وباعتبار أن مستقبل هذا الوطن مرتبط بهم أكثر من سواهم. إن ما يضاعف من أهميّة هذه المكرمة أنها لا تهتم بصقل مهارات الطلاب في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، بما يمكّنهم من مواصلة تعليمهم بتفوّق فحسب، وإنما لأنها تستهدف كذلك إكسابهم مهارات في القيادة والاعتماد على النفس، وتعرّف حضارات الشعوب الأخرى التي سيزورونها وثقافاتها عن قرب، وفي الوقت نفسه فإن هؤلاء الطلاب سيكونون خير سفراء لمجتمع الإمارات وثقافته وحضارته، وما يتمتّع به من تسامح وتعايش وقبول للآخر. كما أن المعايير الموضوعيّة التي تستند إليها هذه المكرمة في اختيار الطلبة المتفوقين كلّ عام تقدّم للطلاب الآخرين الحافز والدافع إلى التفوق على أمل اختيارهم في الأعوام التالية، فمن ضمن هذه المعايير ألا تقل نسبة تحصيل الطالب الدراسي عن 80 في المئة، وأن يؤخذ في الاعتبار سلوكه وأخلاقيّاته في المدرسة، وأن تكون له مشاركات بارزة في مختلف الأنشطة والفعاليات المدرسية، وهي معايير تأخذ في اعتبارها القدرات المعرفيّة للطلاب، وكذلك مهاراتهم الشخصية في التواصل الاجتماعي. مكرمة سمو ولي عهد أبوظبي السنويّة للطلبة المتفوقين في الصفين العاشر والحادي عشر لا تنفصل عن مبادراته المهمّة الأخرى التي تدعم العملية التعليمية في مرحلتيها الجامعية وما بعد الجامعية، وكان آخرها قبل أيام المنحة التي حملت اسم سموه "منحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتعليم العالي"، البالغة قيمتها 16 مليون درهم، لخرّيجي "جامعة زايد" من فرعيها في أبوظبي ودبي، الذين يرغبون في استكمال تعليمهم العالي، سواء في جامعات الدولة أو خارجها في أرقى الجامعات العالميّة، وهذا يتسق مع التوجّه العام لقيادتنا الرشيدة إلى الاهتمام بالمتفوّقين، ورعايتهم، وتوفير البيئة المناسبة لهم، حتى يمكنهم صقل قدراتهم ومهاراتهم بما يعود بالخير على عمليّة التنمية الشاملة في البلاد. وهذا لا شك أنه يستجيب لمتطلّبات المرحلة الحالية، التي تشهد فيها الدولة إنجازات واضحة في مختلف مجالات التنمية، وتراهن فيها على أولئك الطلاب المتفوّقين، الذين سيشكلون في ما بعد العنصر البشري القادر على تعزيز هذه الإنجازات، والدّفع بمسيرة التنمية إلى آفاق أرحب وأوسع. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.