تحت عنوان "ما بين جيلي الترانزستور والإنترنت"، قرأت يوم الأحد الماضي مقال د. عبدالله المدني، وفيه استنتج أن "وسائط الإعلام الجديدة وظفها صانعوها بما يعود عليهم بالفائدة، لكن شعوب العالم الثالث المستهلكة، غالباً ما تستخدمها في السفه والتفاهات، أو إيقاد نيران الفتن الدينية والمذهبية". وإن كنت اتفق مع الكاتب حول الهوة الواضحة بين استخدام العالم المتقدم للتقنية وبين العالم الثالث، فإنني وجدت في المقال حكماً قطعياً على جيل الخمسينات والستينات والأمر نفسه لجيل الشباب، وكأن الأمر يتعلق بصراع أجيال... المسألة لا تتعلق بجيل وآخر، بقدر ما تعكس حراكاً وتطورات عالمية وإقليمية ومحلية، تفرض نفسها على الساحة وتدفع في اتجاه سيناريوهات بعينها... ربما لدى الكاتب ثقة وقناعة في أبناء جيله، وهذا هو حالنا بسبب الخصائص أو بالأحرى الظروف المتقاربة إلى حد كبير التي يعيش فيها أبناء جيل واحد ومن خلالها يتشكل وعيهم الجمعي وقناعاتهم وفلسفتهم في الحياة... ما أود إضافته أن العبرة بمدى صوابية أو خطأ سلوك معين لتيارات بعينها، وإلا سندخل في منزلق التعميم والأحكام القطعية التي نتهم شرائح واسعة بجربرة أفراد قلائل فيها. مازن فاروق- القاهرة