تحت عنوان "مقدمات للحوار الوطني"، قرأت يوم الجمعة الماضي، مقال د. رياض نعسان آغا، وفيه أشار إلى أن الخطأ الفادح الذي وقعت فيه الحكومة السورية منذ انطلاقة الحراك الشعبي العربي أواخر العام الماضي أنها اكتفت بالتفرج فيما يبدو على الأحداث دون استخلاص العبر والدخول في التفاصيل، مكتفية ببعض التعليقات على ما كان يحدث، تعليقات أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنها خارجة عن سياق الحقائق السياسية في المنطقة. لقد تمثل هذا الخطأ الجسيم في غياب الاستباقية والمبادرة اللتين كانتا كفيلتين بتحويل مسار الأحداث وإبداع المفاجأة الإيجابية للشعب والنظام في آن واحد. "غلطة الشاطر" لم تكن لتحدث لو كان ذلك أيام حافظ الأسد الذي أسهمت سياسته البراجماتية في الخروج من مطبات كبيرة داخلياً وخارجياً، نتيجة اعتقاده بأن السياسة تبقى دائماً "فن الممكن". وليس ما يجب أن يكون ممكناً. أما وقد أخذت الأحداث الوجهة التي هي عليها الآن، فليس هناك من مفر في مواجهة الواقع كما هو لا كما نتمنى أن يكون، فالقارب لا يحمل على متنه النظام وحده، وإنما الشعب أيضاً، والمسؤولية الأكبر تقع على النظام الذي يعطي شعبه دروساً في الوطنية منذ أكثر من نصف قرن. أكرم أحمد صمودي