تماماً كما توقع الكثيرون سابقاً، ها هي منطقة أبيي تتحول إلى ساحة نزاع بين شمال السودان وجنوبه. فهي منطقة تداخل سكاني ومحل نزاع قديم بين سكانها من القبائل العربية وقبائل الدينكا الإفريقية على حوافها. وربما أهم من ذلك أن أبيي تحتوي في باطنها على ثروات نفطية ثمينة، وقد زاد تعقيد الخلاف حولها ذلك الحكم الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، والذي لم يعتبرها جزءاً من الجنوب، ولم يمنح السيادة عليها بشكل حاسم للشمال. ولعل الأكثر خطورة في التصعيد الحالي حول أبيي كونه يجعل منها مسرحاً لترجمة مشاعر الغضب والإحباط التي طبعت علاقة الشمال والجنوب منذ استفتاء المصير وما أفضى إليه من نتائج لصالح خيار الانفصال. محمود علي -القاهرة